عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-07-2011, 06:49 AM
حمد المخيني حمد المخيني غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: إش ش ش تعال
المشاركات: 37
افتراضي لمــــــبي أخضــــر __________ قصة قصيرة


بعد الغياب , أعود

لمــــــبي أخضــــر *1


الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا . لم يقطع الصمت في تلك (الزريبة*2 السعفية) , سوى صراخ (بو خلفان الحار) وهو يلوِّح بـ باكورته المحناية مهددا بالجحيم , تبعته محاولات يائسة من ( سالوم بو مخاطة ) لتبرير موقفه , و هو يحاول الفرار من قبضة يد أخاه الأكبر خلفان الذي يحمله كــ قربانٍ مولوخي*3 من سلالة ملكية. يتوسط بوخلفان الزريبة واقفا أمام عمود حديدي, كان يربط عليه الحبال الموصولة بأعناق الأغنام , وربط عليه أم خلفان قبل بضع سنين ؛ لأنها لم تعد تتقبل مداعباته الليلية المقرفة بعد عامها الخمسين , و ربط عليه ذات يوم (خلفان) عاري الظهر , لأنه اقتنى مجلة إباحية سافرت عبر مسقط إلى صور خلسة ً,تحت مقعد سيارة أحد أولاد الحارة !.

***

-" اليوم بنربطك أنته قليل الأدب , يوب يوم أدبت أخوك خلفان , بأدبك اليوم."

-" بس أبويه اني مَ سويت شي غلط , كنت مشتهنهي ." يصرخ سالوم نافيا

- "خبت خاب ويهك ,كل أذيه و مَ سويت شي؟ كاك هيش اللي م سويته بعدك؟. خلفان ربطه هنيه , ربطه."

يرمي خلفان بـ "سالوم" أرضا , ثم يحمله من جديد ويربطه على العمود.تأتي أم خلفان مسرعة بعد أن تبعت صراخهم.

- "أوه هيش سوي أذيه بعد؟ أحيده ف حاله م شغله مشاكل وعوار راس ؟ وراه؟" تتكلم أم خلفان والضيق يبدو على وجهها

-"هيش تبي إنتي نوبه ؟ حماله قاتلة فار؟" يرد ابو خلفان غاضباً

تتوارى أم خلفان عائدة من حيث أتت. يناول أبو خلفان الباكورة لإبنه خلفان , ثم يخرج لمبيه خضراء من جيبه ومعها ورقة قصدير لُف بداخلها كميه من الفلفل الأحمر والملح.

- هيش أسوي بك الحينه ؟ سارق لمبي من بيت يارنا بو سعيد؟ مب عيب عليك ؟؟ آخر عمري أربي حرامي لمبي! لو مربي كلب كان أحسن.

-" أبويه مب قصدي , لغير اشتهيتي , توبة توبة م عيدهي مره ثانية" يبكي سالوم محاولا استعطاف أبيه.

يطلب أبو خلفان من خلفان أن يفك الحبل عن سالوم و من ثم يلقيه على الرمل ممدا على بطنه.
يستسلم سالوم ببكاء صامت وهو متمدد. يمكنه الإحساس بيدي أبيه الخشنتين كحراشف السمك وهي تمتد لتسحب إزاره الهندي الصنع . فكر في ضربة حارقة بالباكورة اللعينة , فكر في خازوقا*4 فارسي -كما في حكايات جدته- يودي بحياته. لكنه لم يفكر قط , في أن يُرش الفلفل الأحمر في أعماق مؤخرته الصغيره .

***

لم يحتمل مرارة الوجع , حين ضاق ذرعا بقساوتهم, صرخ منفجرا , لم يشعر بلسانه الذي تحول إلى بلبل يصدح بالفضائح أمام مرأى و مسمع. هدد أباه أنه سيخبر كل" شياب الحارة" عن عجزه الجنسي وبطولاته المزيفة مع"بشكارات" الحارة التي لا تتعدى ملامسة الإيدي و(خَرفْ) خمسة ريالات عن كل لمسة. وعن تلفيقه إشاعة كبيرة عن شذوذ بو زايد أحد شيوخ الحارة النافذي السلطة لمجرد أنه أمرد الوجه والجسد.

وفي غمار ثورته, هدد أخاه خلفان بفضحه أمام زينب بنت المطوع , خطيبته المتدينه التي تظن أن خطيبها متدين أيضا , بينما يدندن كل يوم على أنغام هوى عبدالحليم وأقرانه. سيفضحه أمام أمه المسكينه, ستعرف اليوم من سرق "المرتشحة" و"المرية" و"البناجري" خاصتها, ستسرجع كل ذلك قبل أن يسلم خلفان حق*5 زينب.

حين افضى بكل ما لديه ! صمت , ثم مسح دموعه وتنفس الصعداء. بينما ظلت أعين الجناة في الأرض تبحث عما أسقطه الصغير توا. فكر ابو خلفان في إطلاق لعنة إلى السماء تعود بـ خَرَسٍ يفي بالغرض , فكر خلفان في رمي "سالوم" في البئر تلتقطه السيارة !

***
في الليلة ذاتها , كان خلفان يتسلق جدار منزل جارهم بو سعيد , ليقطف"لمبي أخضر". بينما كان أبو خلفان يحرس المكان ويتلفت يمينا شمالا خشية أن يمر من يكشف أمرهم.
أما "سالوم بو مخاطة " فــكان يجلس في"الحويه 6*" ,ينتظر الدفعة القادمة, أمامه صحن, سكين , فلفل أحمر , وملح , وليس ببعيد عن مكانه , كان قشر اللمبا ونواه , مبعثر في كل مكان . بينما يتصبب لعابه ويتقلص فكيه ؛ تلذذا بالحموضة!


1- لمبي أخضر : ثمرة المانجو الخضراء, حسب نطقها اللهجة الصورية .. في بعض المناطق تنطق: لمبا , أو همبا , أو أمبا

2-الزريبة: الدرس , حضيرة الأغنام.

3-مولوخ: إله فينيقي يُقدم له الأطفال كــ قرابين.

4- الخازوق: قضيب كان يتم بواسطته تنفيذ عملية الإعدام عند الفرس

5- الحق: تسليم المهر

6- الحوية: الفناء الخارجي

رد مع اقتباس