عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 21-07-2011, 05:07 PM
الصورة الرمزية أحمد الهديفي
أحمد الهديفي أحمد الهديفي غير متواجد حالياً
اللجنة الإعلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 123
افتراضي

النص الفائز بالجائزة التشجيعيه:

تَمَائِمٌ على أَضْرِحَةِ الْوَرَقْ


عند الضريح الأوَّل

مَرَّت من النَّزفِ أُنثى ثمَّةَ انطَفَأتْ
كُلُّ المَـــداءات والصَّحــراء لم تَعُدِ

كَانت تَزُمُّ شفــــاه الــحُزنِ في يدها
حــتى يــطيرَ ســـحاباً فــي دَمِ الْوَلَدِ

كانت وما كان غير الفقدِ مِن وطنٍ
أنثى من الظل ..هاتِي الروح وابتَعِدِيْ

في التيهِ أسألُ وجهاً كُنتُ أعرفهُ
هَلِ انتهت قصَّة المعراجِ في جسدي ؟؟

أقرئتك الليلِ آمالاً وَيُقرِئني
منكِ اشتياقٌ .. وَصَايا لانْتِظارِ غَدِي

أعطيتِني كلّ ما يرجوه مُنتظِرٌ
أعطيتكِ العجز لم أنقص ولم أَزُدِ

هذِي يمينكِ خلف الضوء مغمدة
للآن تبحثُ عن صُبحٍ وَلم تجدِ

هَذَا الشواطيح أوطانٌ وسادِنُها
كَانَ الدّعاء ، وكان الغيب يا ولدي

لَم أنتظر في شواتي العمرِ مدفأةً
إذ كان كفُّكِ مأوى لارتجافِ يدي

..

عند الضريح الثاني

صَخبٌ يباغتُ مسرعاً
في لُجّة اليمّ اغتراب الماء ، في خدّ الصّدف
وصغيرة كانت تلاعب حلمها
لم تنتبِهْ
أن الحياة كرقصة الموج الأخيرة
لم يُدرك الأطفالُ أنَّ البحرَ أطهر من بياض الملح ،
أعمق من مدى المجداف ،
من تيهِ الشباك !

كنت الذي عبر انكسار الروح
حاسرا للموج ساقي
لعبنا نحن
الأمواج ترقصُ ثم تنكسرُ

ضحكنا فوق دموعها البيضاء
لم تدرك بأنا سوف نتبعها وننكسرُ

بكتنا الريحُ يَا أنتِ
وخان الموج نورسنا
ونادانا من الغارب
خيال لم نعره البال
هنا ابتدأت هزيمتنا
فصار فراقنا فرضُ
.........................

عند الضريح الثالث

وجعي صديقٌ مذنبٌ لا يسأمُ
ما غابَ عني يوم أن غابوا هُمُ

وَجعي بلادٌ والشقا أسمالها
وعطورها النيران فيها تضرمُ

ما أدرك الغرباء عن أوطانهم
أنَّ الحياةَ بلا بلادٍ مَأتمُ

أن البلاد بدون عزٍّ كذبةٌ
أن الكلام عن الحقائق مظلِمُ

كانوا هناك .. قلوبهم مثقوبةٌ
وبلادهم في كل ثقبٍ تُعدمُ

لم يتركوا للريح اسما واحداً
كي تطرق الشرفات فجراً : ها همُ

أفشوا إلى الحناء سر ظلالهم
لكنه أفشاه في الأيدي دمُ

لما دروا الغياب طهارة
حجوا إليه مدلجين وأحرموا

وتزملوا آتين والمنفى لهم
كَبر الصدى والصوت كان يُتمتمُ

محمد القاسمي
رد مع اقتباس