عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 19-07-2011, 12:28 PM
الصورة الرمزية إبراهيم الرواحي
إبراهيم الرواحي إبراهيم الرواحي غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 2,196

اوسمتي

افتراضي

خامسا:تجربة الموت في مجموعة وحده قلقي لإسحاق الخنجري:

مجموعة وحده قلقي الشعرية لإسحاق الخنجري والصادرة عام 2009 م وضعت التجربة الألمية للشاعر الفاقد أبيه وأخيه في ليلة زفاف الشاعر أثر حادث سير أليم بسيارة الشاعر ، وضعت هذه التجربة أرضية انطلق منها الشاعر مطلقل أناشيده الفجائعية دون أين يقدم رثاء مباشرا لأحبته المفقودين.

ويواصل المحاضر: رغم المأساوية التي ترزح تحت ظلالها نصوص المجموعة ككل وتحاصرها إلا أن الشاعر يجد الملاذ في الصحراء فهي منفاه الأخير ، كما ان المقبرة المجاورة لمنزله والتي ينام بها أحبته فهي منفى الموتى. هكذا تنفجر تجربة الشاعر متخطية أثر الواقع المأساوي العاطفي متجها بتجربته إلى ذرى ميتافيزيقية بعيدة ، تلك الذرى هي المكان الوحيد الذي مازال يحتفظ للشاعر وللموت في آن بعذرية البراءة الأولى التي افتقدها عالم الأسفلت، العالم الذي أودى بحياة أحبته الموتى.

وأخيرا يؤكد الأستاذ سماء أن الإشكالية عند الشاعر إسحاق الخنجري مختلفة عن تجارب الموت عند غيره كمحمود درويش وأمل دنقل ، حيث جاءت تجاربهم في مراحل متقدمة من العمر ، في الوقت الذي حطت المأساة في حياة هذا الشاعر الشاب وهو في بداية الطريق.

الإشكالية أيضا أن الحادث المأساوي هذا خلّف إشكالية مع المكان، المكان الذي هو دوما ما ينضح الشعراء منه ذكريات الطفولة وشروق الحب وبراءة الأرض البعيدة إلى غيرها من ثيمات شروق الحياة. المكان عند إسحاق الخنجري أصبح مصدر ألم دفين، كل شيء في المنزل والحارة والقرية يطارده بتلك الذكرى الأليمة وكأنه لم يعد بمقدوره الانفلات منها.
__________________
رد مع اقتباس