ثالثا: تجربة العشق والهجر في نص فراق لعبدالله حبيب:
وحول هذا النص يقول سماء في محاضرته:
لن نأخذ بالتحديد الزمني الذي حدده الكاتب من عمر هذه العلاقة العميقة، فالتجربة لا تقاس بطولها الزمني، بل تقاس بعمق علاقاتها وغورها البعيد في الأعماق، وإلا لما قدمت نهايتها نص فراق الشعري المتوهج بالحب والندم والموت.
في نصه يعتمد الشاعر على ثراء المشهد : ثراء الحياة وذكريات كائناتها الراحلة ، حيث يعمد على رفع هذه المحسوسات الدقيقة بتفاصيلها الدافئة إلى المجردات الشعرية البعيدة، مقدما بذلك نصا ثريا متميزا بتدفق الألم من سطوره كتدفق الدم من أوردة مقطوعة ، إذ يفوح منه الأسى ناشرا بذلك حزنا عميقا على فراق حدث ، مدركا عدم عودة الوصال بعده، بل والإشكالية الكبرى التي خلفها وقوف هذا الفراق سدا منيعا أمام أي تجربة وصال أخرى.
ويواصل المحاضر: تحضر في النص التفاصيل الصغيرة لأنها هي التي بقيت من ثراء حب مضى وولى دون رجعة كمشابك شعر المرأة المفقودة، الوسائد، الأوراق ، الملابس الصوفية السوداء، وغيرها.
__________________
|