الموضوع: شمعدان روحي...
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-07-2011, 11:10 PM
الصورة الرمزية مملكة الطموح
مملكة الطموح مملكة الطموح غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: بين حلاوات الرؤى
المشاركات: 946

اوسمتي

Post شمعدان روحي...


إنني حيرى دون أن أعي سبب حيرتي...لعلني أتظاهر بذلك أمام الملأ ...لقد أفرغت حقائب ذاتي من الأعذار و الأسباب و مللت فتح دفاتر الشكوى في تقويم أيامي..دون منطق تفكير أحسست بأنه لا بد لي أن أخرج ما بجوفي من ألم...فإذا بها صرخة من أعماق قلبي...ساد الصمت المكان..الكل وجه ناظريه إلي...حاولت أن أشرد بذهني و عيني...لكن الأنام إحتلوا كل زاوية في المنزل..ببطء شديد عاد أفق عيني في أعينهم الحائرة و التي ترمي مئات علامات الإستفهام..حمدت الله فقد تستطيع عيني أن تسرد حكاية السبب دون أن تجد أي عقبة في مسارها..صعبت علي ذاتي لذا ذهبت إلى غرفة مظلمة و أشعلت شمعداني علي أخفف جهد الحيرة وأرمي بزوايا ما بداخلي...الشمعدان وحده سيكون السلوان فكل الذين حولي لا يدركون لغة صمتي و غضبي..بدأت أقطع قصاصات الورق و حروف خطبي تتبعني..لم أكترث للحظة أنه لربما من سامع يتتبع سبب حيرتي...توقفت عن الكلام فجأة وادركت لذات البرهة بأن مئزرتي تلاشت من غرف قلبي...طفقت حينها أفكر بعمق و صوت اللحن الكلاسيكي يترجم حروفي على وقع نغمات بداخلي...سمعت عندها همسا حزينا..تمعنت في أركان الغرفة علني أجد المصدر..اشتد الصوت حينها بإطراد..

واعجبي من أين الهمس يأتي؟؟؟ فإذا بي أرى الشمعدان يبكي...سألته: ما الذي دفعك للبكاء؟؟؟ أجابني و حرارته تلتهب وجسمه ينحل شيئا فشيئا:أنت....(بدهشة)أنا؟؟؟؟ فأجابني :نعم ومضى قائلا:طردت الظلام دون أن يسمع حكايتك فيشاركني البكاء وهذا ما زاد من جرحي بأنني أعاني لوحدي فالظلام دموعه مستورة وهدأته غائرة أما أنا فقد صعب حالك علي و كلما حكيت وتغورقت عيناك بالدمع حزنا إشتعل قلبي وإشتدت حرارة جسدي و بدأت عبراتي تنهمر حتى بيضت عيناي...وددت أن أصرخ بأن توقفي,,,ولكن أيقنت بأن السبيل عينه لتخفيف الهم وزوال الأنين..لقد آن الأوان لتسمعي همساتي قبل موتي فدموعك قتلتني و ذاتك أشعلتني..

"تلك سنون غاربات و لت وانتهت و زال أثرها و لم يعد حتى لعلماء الأثار سبيلا لوجودها...لقد قدر الله أن يطمرها وأنت كذلك لا بد أن تزيليها من أعشاش أفكارك وأحضان سنينك حتى يتسنى لك رؤية العالم بعين أجمل و قلب أروع..وقع كلماته كان غريبا و أحسست بأن جوفي سمح لمفرداته بالعبور إلى عمق ذاتي..بدأت أرى العالم بكلماته و رجوت من الرحمن أن يسهل مهمتي..وبينما أنا أفكر وفي جل انهماكي..انطفأ الشمعدان..وبدأت خيوط الفجر تتسلل غرفتي..فقط حينها أدركت بأن شمعدان روحي توفى..ولكن أبت شموخ كلماته وقوة همسه أن تنطفأ بداخلي..و عملت كل الذي بوسعي أن أحقق هداياه الكلماتية على واقع أيامي الأليم...
رد مع اقتباس