الموضوع: ميعاد اللقاء
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-07-2011, 06:53 PM
سعيد اليعربي سعيد اليعربي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 314

اوسمتي

افتراضي ميعاد اللقاء

ميعاد اللقاء


ماذا إذن جاء المساء؟
وعلمتُ يا سلطانة الدنيا
بأن الحزن جاء
وبأن ما أهرقته من أدمعٍ
لم يَعْدُ ماءً في إناء
***
وتلوح ألوانُ المساء
يصفرُّ وجهُ الكونِ ثم
يخيم الليلُ المرادفُ للشقاء
يا ليلُ يا رمزَ السكونْ
يا موعدَ الأحباب يا دَعةَ العيونْ
يا مهجع الجسد المحطم بالعناء
هلّا بعثتَ لمهجتي أمرا ليهدأ روعها
فالخوف خيم فوقها ألما
ومدّ رداءه مثل الغطاء.
***
وتزيدني وجعا زيارة هاجس
يغشى فضاءاتي إذا وجم السناء
قم فالمساء مشوّشٌ والنجم مكلومٌ
ويغتال ابتساماتِ الحسانِ الأغبياء.
***
تدرين ما معنى ادعاء الكبرياء؟
الكبرياء؟!
أجل ألم تنبئك أخبار الرجال بأنها
سرُّ البقاء أو الفناء
وبأننا نحيا بها دوما
حياة الصالحين الأولياء
الكلُّ يعلم أننا رجس
ولكنّا نتوقُ إلى النقاء.
***
أنا واحد من هؤلاء
لكنني ما زلت رغم تمردي طينا وماء
نفسي تتوقُ لجنة عرضَ السماء
الله زينها بأكواب يضيء بها الضياء
وبها أباريقُ وكاساتٌ وِضاء
وعلمت أن بها نساء.
هل أنت ذاك اليومِ إحداهن..
أولاهن..أخراهن
هل أنت النساء؟
سيكون يوما خالدا حقا
بذا جاءت أحاديث السماء
وهناك حيث الكل مشغول
بترديد المحامد والثناء
هناك يا محبوبتي سيكون
ميعاد اللقاء
هناك ميعاد اللقاء.
***
ما كنتُ أعلمُ أنّ هذا الجرحَ جبارٌ
وأنّ الصبرَ في أعماقِنا محضُ ادّعاء
بَرِحَ الخفاء
الخوفُ يقتاتُ السكينةَ وانحناءُ الرأسِ
يعقُبُه انحناءْ
والحبُّ مصلوبٌ على البوابةِ الكبرى
يراوحُ أهلَه بعضُ الرجاءْ
ما زلتُ أسألُ أيَّ شيءٍ ينفعُ المصلوبَ
تعدادُ المناقبِ والبكاءْ
***
ربّاهُ ما هذا المساءْ
أشلاءُ تحملُ بعضَها نحو الفناءْ
الشمسُ باكيةٌ وثوبُ البحرِ محمرُّ الرداءْ
والقفرُ أصداءٌ لطيرِ الليلِ والباقي عُواءْ
وأنا هُنا وحْدِي هُنا أستنفِرُ الكلماتِ كي أحيا
فيُعيِيني النِّداءْ
***
ربَّاهُ ما هذا المساءْ
سِرْبٌ من الأحزانِ يقذِفُ فوقَ رأسي
من جحيمِ البؤسِ سِجيلَ الشقاءْ
وتُساقِطُ الوجعَ السماءْ
والذكرياتُ كأنّها حِممٌ من البركانِ تقذفُ
باللهيبِ فؤاديَ المكلومَ والنّجوى بلاءْ
أوّاهُ يا وجعي الذي أوهى عظامي
يا صوتَ أناتِ الأسى من ألفِ عامِ
يا ساكناً روحي أما حانَ الرحيلُ
ألم تُطِلْ فيها الثواءْ؟
***
ما زلت رغم تدفق الأحزان يسكنني الرجاء
أنا ههنا منذ اهتديت إلى معانقة السماء
كنجوم ذاك الليل أسفر في المساء
وأراقب الأحياء حتى ذبت مما شاهدت عيناي
من أسرارهم فيكاد يقتلني الحياء
***
من هؤلاء ؟
الرافعون رؤوسهم بطرا كأنهم القضاء
السائرون على رفاة الخلق كبرا وانتشاء
أولم يكونوا قبل إذ كانوا سوى طين وماء
من هؤلاء؟
وأنا أصعد في السماء
لا شيء يوقف فيّ في ذاتي التمدد في الفضاء
لو كان لي جهة سوى تلك الجهات الست
همت بها ارتقاء.
***
وبسطت كفيَ بالدعاءْ

لأعودَ منفرجَ الزوايا
مثلما كانت عيونُ أبي
وموفورَ الإباء
***
أنا ههنا من ألفِ عامٍ
مثلُ هذا البحرٍ دفاقُ العطاء
وجذورُ أجدادي تمدُّ ذراعها
في قعر أعماق المحيط الحرِّ
والأغصان تحتضن السماء
***
أنا ههنا قبلَ النخيلٍ ومثلُها
ما زلتُ أرفعُ هامتي
لتصافحَ القممَ المطهرةَالوِضاءْ
ما زلتُ أحترفُ النقاءْ
عينايَ كالفانوسٍ سيدتي
وقلبي كالفضاءْ
ومشاهدُ التاريخٍ قد نقشتْ
خطوطَ سناً على وجهي
وآياتِ اهتداءْ
لا تعجبي أنا هكذا
مذ كنتُ أعقبُ كلَّ يأسٍ
فيَّ دوما بالرجاءْ
رد مع اقتباس