****
بِبُــــرْقَةِ خَــــــدٍ لا بِبُــــــــرقَةِ عَسْجَدِ
ذَكرتُ حَبيباً شَفَّهُ الــــوَجْدُ مِنْ يــــدي
ومِنْ غَيْـــــرِ إِدراكٍ مَسَكْتُ زِمَــــامَهُ
وَقَدْ كانَ يَسقــي الماءَ مِنْ عَذْبِ مَورِدِ
تلَثَمَ كـــــي يُخفــــــي عنِ القَومِ حُسْنَهُ
فَــــلاحَ لَنا مِن خَــــــدِّهِ نــــورُ فَـــرْقَدِ
كـــــأنَّ لظـــــى نــــارٍ تشِــــعُ بِخَــدِّهِ
فيــــا خيرَ نــــارٍ ضَمَهـــــا خيرُ مَوقِدِ
ويا خيـــــــــرَ خَالٍ إذْ تَــــــوَسَطَ خَدّهُ
ويا حُسْـــــنَ تَشبِيهٍ لأحْسَـــــنِ مَشْهَــدِ
وَمِنْ نظْــــــــرَةِ الألحــاظِ سَلَّ سِهامَهُ
كَنَفْـــــرَةِ ظَبـــــــيٍ حِينَ أدْرَكَ مَــرْثِدِ
فَقُلتُ لَــــــــهُ والقَلْبُ قَدْ تَـــــــاهَ عِنْدَهُ
أَصَبْتَ فُــــــؤَادِي بِالحُسَامِ الْمُجَـــــرَّدِ
فَلَمَّا تَلاَشَــــــــى الْخَـــوْفُ مَاطَ لِثَامَهُ
فَيَا عَجَبِـــــي مِنْ ثَغْــــــرِهِ حِيْنَ يُنْشِدِ
كَأَنَّ صُنُـــــــوفَ الْدُّرِ حَـــاطَتْ بِثَغْرِهِ
وَتِلْكَ الْشِفَــــــاهُ الْحُمْرُ شِبْهُ الْزُّبَرْجَدِ
يُـــــؤَاتِيكَ بالْسِّحْرِ الْحَـــــــلاَلِ بِنُطْقِهِ
وَيَرْفُضُ أَلْفَــــــاظَ الْكــــــــَلاَمِ الْمُعَقَّدِ
فَبِتْنَــــــــا وَخَيْط ُ الْلَيْلِ أَسْدَلَ ثَـــــوْبَهُ
عَلَيْنَا , وَصِرْناَ مِنْ لَظَى الْعَيْنِ نَهْتَدِي
وَبِتْنَا نَــــــــرَى الْأَبْرَاجَ وَسْطَ مَجَرَّةٍ
فَقُلْتُ لَهُ الْجَوْزَاءَ قَالَ لِــــــــي الْجَدِي
فَجَادَ بِــــــوَصْلٍ بَعْدَ أَنْ كَـــانَ نَافِراً
وَلَمْ يَحْـــــــرِمَ الْـتَقْبِيلَ خَـدِّي وَمَوْرِدِ
وَبَعْدَ ازْدِيَادِ الْشَـــــوْقِ بَيْنِــــي وَبَيْنَهُ
نَزَعْتُ رِدَائِـــــي كَـــــيْ أُوَسِّدَهُ يَدِي
فَبِتْنَــــا عَلــــــىَ حُبٍّ لِيُجْمَـــع شَمْلُنَا
وَهُمْنَا عِنَاقــاً نَرْسُمُ الْحُبَّ فِــــــي غَدِ
*
*
*