[حمد السيابي]

في انتظار حافلة المدرسة
ورأيتك في نفس المكان
تنتظرين حافلة المدرسة ..
نفس المكان الذي رأيتك فيه
قبل أكثر من خمسة أعوام ..
عندما كنت أصغر المنتظرين سنا
ولكنك كنت تثيرين الانتباه
بضحكاتك ومشاغباتك ..
******************
ما زلت في نفس المكان
تغير الزمان عزيزتي
وأنت تنتظرين في نفس المكان ..
أدمعت عيني حين رأيتك
تذكرت زمن الصبا والطهارة ..
تذكرت يوم كنت تشتكين من ثقل حقيبتك
ولأنني كنت من المنتظرين
وأقربهم لك مودة
فكان حمل حقيبتك هي عادتي
وكان حمل حقيبتك هي سعادتي ..
وأراك تبتسمين عندما أتألم أنا
فتساورني رغبة للعودة إلى المنزل
ولكني أتذكر عصا والدي
وموعد الامتحان ..
فأتحملك وأتحمل غمزاتك ..
********************
ما زلت في نفس المكان
تنتظرين حافلة المدرسة ..
ولكن أين هم أصدقاءك ؟
أين زميلاتك اللاتي كن يضجرن من تأوهاتك ؟
********************
كنت تكرهين المدرسة
ولكن كنت تعشقين الهندسة ..
كانت كل معلوماتك حسابية
كنت تكرهين التاريخ
لأنك تخافين المعارك ..
كنت تخافين خيوط الشمس عند شروقها
فتستغشين بلحافك على وجهك ..
وتعلقين بأطرف التعليقات ..
كنت كوردة متفتحة وسط ورود ذابلات ..
كنت كالعطر تفوحين
لقد قلت لك ذات مرة والخوف يساورني :
إنك ريحانة والبقية أثل وحشائش ..
أتذكرين
أتذكرين يوم كنت ترمينني بالحجارة
عندما كنت أرفض حمل حقيبتك ..
**********************
لماذا أنت هنا ..؟
لماذا تعيدين إلى قلبي تلك الذكريات ؟
إلى أين أنت ذاهبة بهذا اللباس الذي أعشقه ؟
أحقا إلى المدرسة ؟
أم كنت على موعد معي تناسيته أنا لبعدك عني
أم انك قد عشقت المدرسة ؟
فلعلك عشقت التاريخ
لتجدي فيه أحلى أيامي وأيامك ..
*********************
رأيتك في نفس المكان
تنتظرين حافلة المدرسة ..
لكني لم أر حقيبتك ..
تلك الحقيبة الجلدية السمراء ..
احتفظي بها عزيزتي
فهي تحمل كل أوراق الذكريات ..
أعرف أنك تحاولين نسيان الماضي
وأعرف أنك لما رحلت أنا عشقت أنت المدرسة ..
لكني لا أعرف هل كرهت الهندسة .. ؟
تغير الزمان عزيزتي
وأنت في نفس المكان
ما زلت تنتظرين حافلة المدرسة ..