عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-04-2011, 09:59 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي الأدب والمذاهب الأدبية للدكتور جمعان عبد الكريم



" الأدب و المذاهب الأدبية " د. جمعان عبد الكريم


في البداية دعوني انحاز إلى تعريف من تعريفات الأدب التي تقول إن الأدب هو نقد الحياة أي تمييز للعناصر الحياتية وتقويم لها في الوقت نفسه .
بهذا المعنى يكون في المستطاع الإمساك بوظيفة الأدب المهمة أو بوظيفة الثقافة من حيث ربط الأدب بالواقع المعاش وتحليل ذلك الواقع وفق البنى النصية المختلفة لفنون الأدب والتطلع إلى آفاق أجمل للحياة الخاصة والعامة ، وليس إلى آفاق أجمل فحسب ، بل آفاق أقوى وأرحب .
إن الأدب والثقافة هما الملامح الحية لكل شعب متحضر ، وإن الأدباء هم البوصلة الحقيقة لنهضة الأمم وهم المبادرون ليدلوا أمتهم على سبل الرفعة والنهوض .
إذن الأدب ليس ترفا وليس فضلة وليس هامشاً بل إنه خط مواز للإنسان يتجاور مع خطوط موازية أخرى لتشكل حزمة حضارية للأمم المتطورة .
والمذاهب الأدبية أوالمذهب هنا يقصد به الطريقة المشتملة على أفكار أو أساليب مختلفة في النظر إلى الأفكار من خلال البنى الأدبية شكلاً ومضموناً .
أما أول كتاب يظهر في المذاهب الأدبية في اللغة العربية ، فهو كتاب " تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب " لروح الخالدي ظهر في شكل كتاب سنة 1904م ونشر فصولا قبل ذلك في مجلة الهلال .
والمذهب الأدبي لا يكون إلا حصيلة جهد مشترك بين المنشئين والنقاد كما يقول الدكتور شكري عياد .
السؤال المهم ما مدى تأثر الأدب العربي بالمذاهب الأدبية العالمية كالكلاسيكية والرومانسية والواقعية ، والرمزية ، وتيارات ما بعد الحداثة التي لن يسعف المقام لاستعراضها جميعاً ؟ يليه سؤال أهم ، وهو :لماذا لا تنشأ لدينا مذاهب أدبية ؟
يقول محمد مندور : " إن حركة التجديد الثقافي والأدبي في العالم العربي المعاصر سواء في الشرق أو المهجر قد تأثرت أكبر التأثر بكل هذه المذاهب "
وقد كان التأثر في مستوى مضمون الأدب وأصوله وكذلك في مستوى غايات الأدب وأهدافه
ولاريب أن التجديدات في قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر والرواية والقصة القصيرة لاتزال متأثرة كثيراً بالمذاهب الأدبية والنقدية في الغرب .
أما لماذا لم تظهر مذاهب أدبية مستقلة لدينا فإن ذلك يعود إلى أننا لم نكن منتجين للمعرفة حتى الآن وإنما نحن مستهلكون . وباختصار محزن نحن نعيش داخل الماضي أكثر مما نعيش الحاضر الذي لابد أن نعيشه ، ونحن غير ناسين الماضي وغير مهملين المستقبل .
ويقترح د. محمد غنيمي هلال أن نمهد في هذا السياق للنضج الفني _ في دراستنا الأدبية والنظرية عامة _ بدراسة المذاهب الأدبية العالمية الكبرى دراسة عميقة شاملة وأن ندعو الكتاب إلى دراستها كذلك إذ لابد لنا من التأثر بها إذا أردنا أن نوثق الصلة بين إنتاجنا الأدبي وجمهوره توثيقاً تدعمه الفلسفة والفن ، لنخرج من دراستنا الواعية بمذهب عربي أدبي أصيل نساير به روح العصر .
أي لابد أن نفتح نوافذنا على الآخر دون أن ندع رياحه تقتلعنا من جذورنا ، ونحن حينئذ بين حفرتين حفرة الماضي وحفرة الغرب فإذا استطعنا ألا نقع في حفرة الخلف أو في حفرة الأمام ألا نجتر الماضي ولا نقلد الآخر فنحن في الطريق الصحيحة سائرون .
الدكتور جمعان عبدالكريم الغامدي
قسم اللغة العربية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية

لمتابعة الردود على الموضوع على الرابط التالي :

http://www.lissaniat.net/viewtopic.php?t=2215

رد مع اقتباس