عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 29-03-2011, 08:22 PM
الصورة الرمزية محمد الراسبي
محمد الراسبي محمد الراسبي غير متواجد حالياً
مدير الموقع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 1,754

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد الراسبي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد الراسبي
افتراضي

نص الشاعر فيصل الفارسي الفائز بالمركز الثاني في الشعر الفصيح

أبجدية وطن

ستبيعُ كبريتا على أعتابنا وتقول للواشين أن نوارساً صُهرتْ بماءِ الليلِ وابتلَّ الظلامُ بحزنِها
ستلفُّ أفئدة الكلامِ بصمتها الأزليِّ كي تخفي ضمَائِرَنا
ونظلٌّ نحرثُ ما تبقى من صحاري الأمنيات
لا الدَّمعُ يعرفنا ولا الكلمات
لا شيء إلا واحة الجدرانِ في دمنا
وعينٌ لو رأتنا ثمّ لانتقمت من الواشين

ديباجةُ الشوقِ في أضلاعنا تقعُ
وهالة العشقِ في الأحداقِ تنطبعُ

عمانُ خارطةٌ للأرضِ في دمِنا
ضاقَ الفضاءُ عليها وهي تتسعً

ضاقَ الفضاءُ وضاقت الأصواتُ من وجلٍ
فكلُّ دروبنا أملٌ
تشدُّ رحالها وتخيطُ من نور الحروف رداءها
وتمرُّ لا وجع يكربلُ جفنها
ترتدُّ نحو طفولة الأشياء تلقي وحيها للريح
والألواح تهمس من وراء الغيم "لسنا وحدنا"
فحفيفُ مريمَ يسْرُقُ الميمَ العتيقةَ من جدار الذكريات يمدُّها أملاً بأن تلقى أحبتها

قابوس يا قِبلة بالسلم تلتحمُ
يا قُبلةً في جبينِ الصُبحِ ترْتسمُ

مرَّت على إسمِكَ الأمجادُ قائلةً
وا دفئَ قلباهُ ممَّن إسمُهُ عَلمُ

الدفئُ ليسَ وحيدَ أغنيةِ السلامِ بأرْضِنا
فلَهُ مِن الأخَوَاتِ ألْفُ غمامةٍ حُبْلى بماءِ العشْقِ
تسْكُبُهُ على دمِنَا فتُورقُ منْ أنَامِلِنا نَخِيلٌ لا يطَاولُها سوى ألِفٌ تنامُ الشَّمسُ في أطْرافِ خُنْصُرِهِ

مزونُ تسكبُ أنفاساً بريحِ صَبا
ترمي الكهولةَ في آمَالِنا بصِبا

إذ سالَ من غيمِها حُبٌّ لقائِدِهَا
لمْ تبْزُغ الشَّمسُ إلا والفضاءُ رُبى

ونلثِمُ ثورةَ الأيامِ كَي تَبقى مُعلَّقةً على أسْتارِنا
ورَحِيقُها سَفرٌ خُرَافِيُّ إلى دَهْرٍ بِهِ الأورَاقُ نازِفَةٌ بقَطْرٍ من نَفَائِسِ مَن جَرَى في كَفِّهِ عَرَقُ المُرُوءَاتِ التَّلِيدَةِ
مُنْهَكَاً..
ويقولُ هلْ كانَتْ ظَفَائِرُ عِشقِنا تَمْتدُّ للأوْرَاقِ أمْ سَقَطَتْ ولمْ تجْرُؤ على لفظِ الحَقِيقَةِ
والحَقيقةُ موْكِبٌ يَمْتدُّ مِن فينيقَ ملتفَّا على نَهرٍ كمِثْلِ النُّونِ يرْمِي ثُقلَهُ في ضِفَّةِ التَّارِيخِ

ما عابَ ذي الأرضِ إلا أنَّهَا وَطَنُ
مَا حَرَّكَتْ سُورَهُ الأرْزَاءُ والمِحَنُ

يذْكِي بها مَوقِدَا يُصْلي بها زُبراً
مِن النُّحاسِ.. نُحاسٌ ما لهُ ثَمَنُ

فمُدَّ كَفَّاً بنُورِ الشَّمْسِ مثُقلةً
وصَافِحِ المَجْدَ فِي ماجَانَ يا زَمَنُ
__________________
ديواني المقروء
رد مع اقتباس