[مختار أحمد سعيدي]

خاطرة

ذاك هو أنا يا حبيبتي



و يتطاول الليل في نفسي ، تسقيه ذاكرتي من نسغ الشجون ،أبحر في سواده من عينيها ، و تسجنني الجفون...أسافر في ذاتي أبحث عنها ... أسأل بقايا همساتها... تنهداتها ...بسماتها ...وعودها... و ينحني الحظ باستحياء أسمع زفراته
من بعيد...كانت هنا على كتفي مستندة ترسم بعبثيتها على صدري روائع الأحلام النرجسية الواهية ، و تزرع في الظن بذور الأمل الغموس... لا يزال نحري يرد صدى نبضاتها ،و القلب يتذثر بدفء نهدها الحاني الذي كان يروي مشاعري العطشة... لما كانت تأوي الي أحتضنها بكل رفق حتى أفنى أنا و تبقى هي...
يا ويح قلبي الضائع في متاهاتها يلتقط شضايا ذلك الزمن الجميل...تلك آثارها و مآثرها تملأ الرحب في الجنان و الوجدان ، تعزف مقطوعة الصمت الرهيب ...
لا زلت أذكر لحظة فتحت عيني ، كانت حينها الأيام تهرول يسوقها اليأس الى المنفى ، لتبتلعها عقارب الزمن ، تغني لها عرائس الهرم رائعة الأفول ، وتتراقص على أطراف أمنياتها الأشباح...
أي حبيبتي ، ذاك هو أنا منذ زينوك للرمس عروس...
مختار سعيدي