[مختار أحمد سعيدي]

خاطرة

اسمحوا لي بالانتحار هنا..

لما تخونني الكلمات تبدأ حكايتها ...هكذا هي ، تغتال بظنها حروفي فأرتبك ، وتصنع للهجر دون سبب موسمه ،يطاردني جفاؤها بسيف الجحود المهند ، والقلب المتيم بها مستسلم لهواها و ينزف حبا دون قيود..
تعب و مرهق .... فاسمحوا لي بالانتحار هنا...
يغتسل الفؤاد بزخات محبتكم ،و من ورودكم تخيط له حبيبتي الكفن...أرفع سبابتي الى السماء لتشهد أنني شهيد حب لا يعرف التعدد ، تلك سذاجتي أتركها لكم فاذكروني بها ، و قولوا للقواطع التي هجرت ، أصيلة
بقيت أوابده ، تتعاطى الموت في وكر الوفاء والصدق شيمتها ...
فيا هدهدي اتمم رحلة ريشتها ، و غني للجرح في كل مأثم حب أنشودته...اني راحل الى عالم يتطهر الحبر
فيه قبل صلاة الكلمة ، ويكفر بالشك في كل مقامات الظنون..ها هو ذا قلمي عابر سبيل يأوي الى ركنكم ،
ليموت غريبا ، فشيعوه على صهوة ريشة رسمت نهايته ...هذه يراعاتكم منتكسة تحيط به ،تتجرع
أقداح أنين ناي تعب ، فاصنعوا يا أحبتي بحبري معلما ، يعيد للحب مجد الخلود...واسمحوا لي أموت هنا...
أم أنتم كذلك ستستكثرون؟...

مختار سعيدي