[محمد الطويل]

وعليكم السلام أخي أنور ....................

أشكرك من العمق على هذه الهدية الجميلة المتمثلة في هذا النص الشعري ، كما أشكرك على العنوان الرائع الذي كان مدخلاً للولوج إلى خضم القصيدة . إن العنوان مرآة للمضمون وأنت كما أنت كصفاء الماء الذي ينام في بحيرة نقية يعكس السماء بتفاصيلها ليكون العمق سماء آخر ملموس وعير ملموس .

( جرح البارحة ) حقاً كان كريماً لأنه توالد من رحمه معاناة حقيقة يلامسها كل من يقرأ النص الشعري بهدوء .. ( جرح البارحه ) كان حقاً نازفاً حتى أن دماءه طافت على الأرصفة وتلطخت بها قلوبنا الواقفة على الرصيف تنتظر هكذا سيلاً تستحم فيه حتى وإن كان لونه دماً .

أخي الغالي :
( الليل وارياح البراري والجفا وطعم الأنين
بالذات جملة مابقالي وزمجرة صوت ورعد ) .

ماذا بعد سيبقى لقد أجمعت كل شيء في هذا الليل الموحش الذي لا صوت فيه سوى النحيب ولا نهير فيه سوى الرعد ولا زاد فيه سوى الأنين ولا متنفس سوى رياح تعصف بالبراري المتمثلة في ذاك الصدر المتعب ، ترى ماذا سيبقى غير الأنين .

كعادتك أنور رائع في توظيف الحرف ... رائع في تركيب الجملة .. رائع في تنسيق الصور وبالتالي تتجسد الصورة واضحة أمام المتلقي .

أشكرك كثيراً . وأترك بين يديك ما قاله الشاعر المصري علي محمود الذي توفي عام 1949م :

( طال انتظارك في الظلام ولم تزل
عيناي ترقب كل طيف عابرِ

وترف روحي فوق أنفاس الهوى
فعلها نفس الحبيب الزائر

ويخف قلبي إثر كل شعاعة
في الليل تومض عن شهاب غائر

ليل من الأوهام طال سهاده
بين الجوى المضني وهجس الخاطر ) .

تقبل مصافحتي المتواضعة هنا .