الأن سأعود إلى أبو أحمد
والمشهد الذي أثارني كثيرا
في يوم من الأيام و بعد ثمان سنوات ذهب أبو أحمد إلى أحد المسئولين
الذين يعملون في الإسكان ليقابله . وفي توجه أبو أحمد إلى ذلك المسؤل
أوقفه السكرتير قائلا له : ماذا تريد؟؟ أجابه أبو أحمد أود أن أقابل
المسؤل . وحكى أبو أحمد قصته متوسلا للسكرتير أن يدخله فأجابه
السكرتير قائلا : "لا بأس ستدخل إنتظر قليلا المسؤل لديه إجتماع طاري
" . وبصمت يجلس أبو أحمد على الكرسي والسكرتير يحتسي الشاي ويأكل
قطع البسكويت دون أن يطلب لإبو أحمد ولو ماء يسد به رمقه (راعي
واجب ما شاء الله عليه قمة الذوق) . مرت الدقايق ما بين صمت شديد
ومهاتفة السكرتير الذي يقهقه وكأنه يشاهد مسرحية لعادل إمام (ما فيه دم
لو أنا مكان أبو أحمد كان فنشتك من الدنيا مرة وحدة) . مضت ثلاث ساعات
من الإنتظار والقهر ليذرف أبو أحمد الدمعات التي خرجت من قلبه لتسكن
أحداقه الذابلة ليمد أبو أحمد يديه إلى علبة المنديل الملقاة على طاولة
السكرتير المحترم وقبل أن يلمس علبة المناديل وبدون قصد أخذها
السكرتير ليمسح بها فمه الذي ملأه من ما لذ وطاب ليعود أبو أحمد بخفي
حنين مكسور القلب يائسا بائسا فاقد ما كان يأمله إلى النهاية.
بعد فترة بسيطة من الزمن يموت أبو أحمد ليأتي أحد المواطنين بعد موته
ليشيد له البيت الذي تمناه بعدما شيد له بيته في الأرض وأكله جسده الدود
رحمة الله عليه.
__________________
أساير ..الناس كلٍ ...حسب منطوقة
واخالف اللي يخالف للعرب منطق
واعف عن اللي تهادت قبل مطروقة
بخاطرٍ لا حكى خلى ..الصخر ينطق
عبدالله العمري