كالطير محتاج إلى عش يسكنه. سمائي تمطر سياطا فوق جراحي وأنا ألملم ذاكرتي من على أرض هشة والوقت ينبش أحشاء السؤال ولا أعرف أحدا سوى الغربة وأنا بوحدتي غريب في دار بعيدة .. أنظر إلى كل شيء حولي فأراه لا يعترف بالوحدة فموج البحر يبقى مترادفا من العمق حتى آخر لحظة له في الإنكسار على هذا الشاطئ ليموت معا , وكذلك هي النجوم تأتي جماعات كلما دنا الليل وتظل معا إلى أن يسفر وجه النهار بخيوط شمسه وأنا وحيد كعادتي بين الغربة والإنتظار بين الحلم وحقيقة الدرب الطويل بي الصمت والغثيان ويظل هكذا حالي وتتناوب الفصول ولا من جديد لدي ولا حتى صديق يقبل أن يذهب معي إلى الموت فيستقبلني الموت بمفردي كما هي الحياة.
لمن أعطي ذاتي يا زمن وأنا من نسيتني أيامك خلف أسوارك العالية والساعات تجري بلا بصمات .. لم يبقى منها غير بقايا ذكريات عالقة ومشكلتي أنني مازلت أتعلق بأوهام السعادة ورغم هذا السجن والسجان إلا أنني أحاول أن أصطاد ظلي من على جدار الزمن لتبقى رياحك تقذفني من جدار إلى جدار أخر فإلى متى يختبئ بداخلي هذا الأنين ؟ وإلى متى أهرب من وحدتي إلى وحدة أخرى أكثر إيلاما وعذابا؟ و إلى متى أتدهور إلى أيام ليست هناك, ولا من يرد السؤال وكأنك يا زمن لا تسمع صيحتي وكأن عجلات أيامك لم تدس يوما يافطات ورودي.
وحدي هنا أرسم وجهاً للقمر باسما وفجرا تتغنى الأطيار فيه لكن كل دمعة هاربة من عيني تحرق ملامح ما أرسمه , أما لهذا الغوص الساكن فيك أيها الزمن حقيقة وإلى متى وأنا أسير في درب قد تكسرت مصابيحه وعلى جوانبه وفي أمياله البعيدة كثير من الضباب والدخان والخوف في .......
النص من ديواني ( وجع على خد الغروب ) .
جزء من النص مفقود .