عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-09-2010, 04:51 AM
عبدالله الزعابي عبدالله الزعابي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: في قلب الرنين
المشاركات: 435
افتراضي

وهـذهـِ رسالـة أخـرى أكتبهـا إليكـِ يـا عزيزتـي ..

فسـامحينـي إن لـم أدونـ عليهـا رقمـاً تسلسلـياً علـى ظهـرِ الغـلافـ ، أو علـى جانبـٍ مـن وجـه الصفحـة الأولـى .. ولا تسألـين لمـاذا ...؟

لأنكـِ وحدكـِ من يستطيع عـدّ حروفـ وكلماتـ رسائلـي إليكـِ وترقيمـ صفحاتهـا دونـَ أنـ يؤثـر علـى ذاكرتكـِ بحـر الصراعاتـِ فـي داخلكـ أو تطمـر الريـاح معالمهـا علـى سواحـلـِ النسيــان .

أكتبهـا إليكـِ يا صديقـتـي .. ثمـ أضمهـا في حضنـي سـاعة من غـرام ، فأمررهـا علـى صـدري حتـى أحـس باشتياقهــا إليـكـِ ؛ ثمـ ألقـي علـى وجههـا ابتسامـة المـودة وقبلـة السـلام .. فاستقبليها يا صغيرتي .. ومتى تنفـس موعـدهـا فـي يـدكـِ ، افتحيهـا ، فستقـرين فيهـا أبجـديـة عشقـي إليكـِ وتـاريـخ الألـم ، الـذي راح يتـوارى خلـف أطـواد الصـبر وسمـاواتـِ العــذابــ .....

بعثـتـُ بهـا يـا سيـدتي .. لألتمـس منـكـِ أسبــابـ الرضــا .. لأنـنـي أعلمـُ عـن عينـيكـِ بأنهـا ، لا تـغـفــو إلا علــى ، قصـاصـاتِ رسائلــي إليـكـِ فـي بطـنِ الليــلـ ... فهـذهـ هـي كسابقـاتهــا .. ومـا زلـتـُ أنـا كمـا كنتـِ تعهديننـي أجلسـُ إلـى ليلـي وفـي يـدي الورقـة والقلـمـ ، بأقـٍ هنـا لأزخـرفـُ الحـبـَ إليكـِ وأطـرِّزُ الغــرامــ .. مـادة إنسـانيـة مكتـوبـة بلـونِ الـعشـقـِ فـي داخـلـي وعطــر الكــلامـ ....

لـقـد بلـغـتـُ عامـيّ الثـامنـ مـن مولـدي في قلبكـ .. !!!
فهـل تـذكـريـن شيئـاً يـا سيدتـي ، عـن الصدفــةِ العظمــى ولحـظـةِ المخــاض ..؟؟

يا قبلـة الله التي لا تولـى قبلـة دونهـا ..

ما أعظـم الساعـة التـي جمعـتـ نجميـنا معـاً علـى أرضٍ بـوار ترطـبـَ يبـاسهـا ببـلاغـة النظـرة وعمـق اللـقـــاء.

" زاخــر " ... ذلكـَ المكـان الـذي شهـدَ ميـلاد الحـبـ الأزلـي وجـدرانـه فـي صمـتـٍ وذهـولـ ، مـلاكـ مـن نسـويـة العـالـم تـقـفـُ علـى أرض لـم تقـوى تحـت قدميهـا علـى الاستقـرار ، فصارتـ تهتـزُ وتـرتعـد وكـأن للمكـانـِ قلبـ وروح ، حتـى راحـتِ الغيـرة تأكـلـ فـي قلبهـا مـن شـدة الغضبـ ....... فـإذا بهـا ترمقـنـي بعينـيهـا الحـوريـتان ، وترسـلـ ابتسامتهـا العريضـة ، التـي انتشـرتـ في أروقـة الموعــد ، فعطـرتـ المكـان .... وإذا بالأرض قـد هـدأت وقد خشعـتـ ... وإذا بـي كالجمـالـِ المعشـوقـ فـي عينيهـا والحبـ المخلـوقـ علـى شفتيـهــا .. تقـولـ والمكـان من حولهـا يمـوج ويرتجـف ...
سيـدي هـذه أنـا .. وتكتررهـا ... هـذه أنـا ..!! وأنـا فـي حالـة مـن الاستغـرابـ يـرثـا إليهـا ، ما لبثتـ أن عدتـ إلـى المكانـ وهـي واقفـة تنظـر إلـى ثغـري علنـي أنطـق بالحيـاة .. وأنـا أقـف متجمـداً فـي مكانـي مغشـي علـى قلبـي ..!
ومـرة أخـرى تهـوّدُ علـى حسـي فـي المكـان سيـدي هـذه أنـا .. نعـم هـذه أنـا مـن كنـتـُ تـرقـب الشمـس لتفـيض على وجهـكـ مـن اشراقتهـا بسمـة الصبـاح .. وترقـب القمـر الـذي تخجلـ من نـوره النجـوم كلمـا طافـ علـى جوانبهــا ..
( هذه أنا ) .. مـن علقـتَـ قلبكـَ فـي مزهـريـة شبابهـا حتـى ذابـتـ أحـاسيسُـكـَ ومشاعـركـ فـي رحـم سمائهـا وأراضيهـــا .. !




أيها القــادم إليّ مـن قـفــار الغـربــة ( هـذهـ أنــا ) ...!!
فاستفـقـت مـن دهشـتي .. ( مرحبـاً سيـدتـي ) وهـذا أنـا .. هـذا أنـا ..
وكـأنــي أرى الكـلام يـزدحـم علـى شفـتي ويتسابـق فـي صناعـة اللـفـظـ للخــروج بـي مـن حالـة السكـوتـ ....

يا ويحـي .. مـاذا أقــولـ ...؟؟

أكلـُ هـذه امـرأة ..؟؟ أكـلـ هـذا جمــالـ ..؟؟

إإإإإإإيـهـ يا سيـدتــي إنـه شـرف لـي عظيـم .. ثـم ردتـ قائلـةً ..
وإنـي كـذلـكـ يـا سيـدي ..
ثمـ أغمضتـ عينـاهـا حتـى شعـرتـُ بحلـوهـا فـي فمـي ، وأنـوثـة لهـا
تـجـوبـُ فـي أعماقـي تسبـر الأغــوار ..

ومـن ثـم عاااااادتـ إلـى مكانهــا حيـثـُ أنـا وهـي ...
نشغـلـُ المساحـات الحلـوة فـي بهـو المكــان ..
تقـولـُ سيـدي .. هـلا سمحـتـَ لـي بالانصـرافـ ..؟؟
فـإذا بـي أتـلعثـم بالكــلام حتـى تبسـمتـ شفتيـها .. ثـم انصـرفتـ
تجــرُّ خلفـهــا مواكـبـُ الصمـتِ وعشقـيّ المتيـن.

" هكـذا كالحلـم جـاءتـ .. وكـالحلــم غـابـتــ "

ما أعـذبــ المــرأة ومـا أشهــى النـسـاء ... حينـما يأتـين فـي صــورة حبـيبـتي وطيـفهــا الجميـلـ .

سيـدتـي بعـثـتـُ إليكـِ قصـاصتـي هـذهـِ ، فَعلّـهـا تـروقـُ لليـلتـكـِ ، وتـشبـع الأمكـنـة الحلـوة فـي داخـلكـ ، وتـزخـرفُ غرفــة الأحــلام ، بالـذكــرى الجميلـة بيـننـا وبـ ... بـقــايــا مـن غــرامـ ....--






إنتهـى ...

الأثـنين .. الثـالـثـ مـن شهــر آذار / مـارس - 2008م

--
طـائــر الأحـــلام .
__________________
-----------------------------------------------

هل إنحازت اللغة للرجل ..؟
وهل تم تذكير اللغة تذكيراً نهائياً ..؟
أم أن هناكَ مجالاً للتأنيث ..؟


-----
عبدالله الغَـذَّامي
كتاب المرأة واللغة

---------------------
(الـطــــــــالطيرالمســــافــرالطيرـــيـــــــــــر)
رد مع اقتباس