الموضوع: ساعدونا
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 21-08-2010, 08:54 PM
الصورة الرمزية مريم العلوي
مريم العلوي مريم العلوي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,667
افتراضي

سويري الشاعر الصعلوك"
حكاية حافلة بالإبداع انطلقت من وادي بني خالد وتنقلت بين منطاق وولايات السلطنة، إلى دبي.. إلى بغداد، حكاية مبدع عماني وثّقه الحفظه من الشعراء وعشاقه، عانى حياة من الفقر وسد رمقه "شعره"..
قامة شعرية سرد حكايتها سالم بن سلطان السعدي تحدث سالم السعدي عن سيرة وحياة الشاعر راشد بن سلوم المصلحي المعروف بـ "سويري" من مولده في وادي بني خالد وانتقاله في ولايات الشرقية ثم الباطنة ورحلاته خارج السلطنة، ووصف مشاهداته لبغداد ودبي، كما استعرض "السعدي" مساجلاته مع شعراء عصره في الرزحة والميدان والفنون الأخرى.
وقال سالم بن سلطان السعدي إن راشد بن سلّوم بن نكيد بن سلّوم المصلي الملقب بـ "سويري" ولد في الثمانينات من القرن التاسع عشر وتوفي في الخمسينات من القرن المنصرم في المنطقة الشرقية بولاية بني خالد بقرية "القرية"، ولقّب شاعرنا بـ "سويري" لأنه كان كثير الترحال والسفر والتنقل من مكان إلى مكان آخر ليلا، حيث يكون معظم الناس نياما وآمنين في بيوتهم إلا أنه لم يكن يعرف الخوف والوحشة من الطريق، كان يسري ليلا متملصا بخفة من مصابيح الناس وتابعا بحماس صوت إيقاع الرزحة في قرية أخرى أو ربما جالسا في بطن الوادي بعيدا ووحيدا يفكّر إلى أين يسري؟". وعاش سويري طفولته في مسقط رأسه وتعلّم "الميدان والرزحة" من أبناء الولاية ممن سبقوه مثل الشاعر تون بن طماشه المصلحي (وهو شاعر ميدان معروف في وادي بني خالد وتوفي في الأربعينات من القرن الماضي، ومن أبرز نصوصه الشاعر تون بن طماشه في الميدان ويتحدى الشاعر في معنى قصيدته الشعراء الآخرين بأنهم غير قادرين على المثول أمامه لمواجهة شعره:

البدوي عن السيل كن عدوله
بوشي انا طْنفت وبهمتي
أنا الظالم انا المظلوم
انا العفريت بن جنّي
ولي يحرني بعين كني عدو له
أمشي بهم خف وبهمتي
وانتقل "سويري" في شبابه إلى منطقة الباطنة واستقر في بركاء، ومن أهم ما يؤكد ذلك كتاباته التي أشارت إلى حركته على صعيد المكان حيث قال:

سكنّا بركاء والحرادي
وتركنا سكون الوادي
حصلنا كفله وغناية
عن طيوي وبنادر صور

ومن بركاء تجول في الكثير من ولايات السلطنة منها المصنعة والسويق والخابورة وصحم وصحار، والتقى مع الكثير من الشعراء في مختلف المناطق مثل حافظ المسكري وهو احد الشعراء الكبار المعروفين في معظم مناطق السلطنة ويعد من أبرز شعراء الرزحة والميدان.

وقدّم سالم السعدي نماذج مختلفة من نصوص الشاعر "سويري" ورده على الكثير من شعراء عصره عاكس ظروفه وحركته في الحياة وتعبيره عن ذاته عبر "الميدان" و"الرزحة"، كما أشار المحاضر إلى تميز سويري بشدة الحفظ والذاكرة اليقضة وولعه بالاطلاع والمعرفة نظرا لتضمينه الكثير من قصائده أقوال المتنبي والشعراء القدامى للمواقف المختلفة، متناولا سيرة حافة بالإبداع في حياته حتى قصة وفاته بحسب ما تشير المصادر ومنهم تون بن ناصر السعدي وهو أحد تلامذة سويري، وأحد اكثر الذين يحفضون نصوص الشاعر الراحل، وسالم بن شنن الزوايدي وهو احد تلامذة سويري ايضا والراوين للكثير من قصائده وهو شاعر ميدان قد توفي في التسعينات من القرن الحالي، ومحمد بن حبيب السعدي وهو احد الرواه المعروفين في وادي بني خالد لشعر عامر الشعيبي مطّوع وسويري وبعض الشعراء الآخرين. يقول "سويري" في احد قصائده:

يا خلق الله على من نشتكي ونصيح
فايض حزنا ولا لقينا الحزن شاكيه
هذا زمانٍ ما دعانا نستريـــــــح
لبّق صراج الحزن ولا قدر يطفيه
قتلك فوادي لتقول الزمان قبيح
دهرٍ تذّمه بتثني تبكي عليه
وقتلك فوادي لتخلي السدود تبيح
أوصيك النادم نادمٍ إكتمه وخْفيـه
__________________
رد مع اقتباس