عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 14-07-2010, 06:44 PM
عبد الله الشعيبي عبد الله الشعيبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 70
افتراضي

العزيز : أبو مسلم الصلتي
هنا عدت إليك .. نتباحث في شؤون المعرفة حول فنّ الميدان .. شعرا ونغما ..

مدخل :
من حيث الإبتداء في طرح الموضوعات ، أجد من البدهيّ أن يكون لدينا مرتكزان ، الأول تاريخي ، والآخر فنّيّ ، بما يحمله من معان هندسيّة أو شكليّة أو إطاريّة أو غيرها من سياقات المعاني المحيلة إلى اللفظ ومعناه ..

من الزاوية التاريخية :
قلت :
للميدان قالب شعري بمعنى أن له وزن ثابت في التفعيلة منذ القدم إلى وقتنا الحاضر والمستقبل إن شاء الله

كنت آمل فعليّا أن أجد ذلك التتبع التاريخي لقصيدة الميدان ، إذ لا يكفي أن نقول (منذ القدم) لنجعل الوقت مفتوحا ، فالزمن المفتوح قد يحيل في عمومه إلى ( أحقاب) ، وهي أطول فترة زمنية يمكن أن يطلقها المؤرّخون على امتداد ما ، لشعوب أو حضارات أو ثقافات ما من الثقافات ، كانت موجودة في مرحلة سابقة على وجه الأرض ، ضمن سياق امتداديّ في التاريخ .
فجملتك القصيرة (منذ القدم) ليست (تحقيقيّة) بالمعنى التاريخي في تأكيد زمن شعر فنّ الميدان من حيث المنشأ ، وإن على وجه التقريب ، وما يرتبط بالمنشأ من تحديد أو تقريب للزمان والمكان ، وهذا يجعل الأمر أشبه بالمعرفة المفتوحة المثيرة للجدل دون تحقيق لفائدة المعلومة بدقّة ، أو مثيرة لشهيّة البحث والنقاش ، في الوقت الذي أسهبت فيه من الناحية الفنّيّة ، على ما عليها من ملاحظات ، ومن المعقول أن يكون هناك رصد وإن كان على سبيل التقريب لنربطه في أقل مقادير التحديد الزمني بأشكال شعرية أخرى ، لنراقب تطوّره حتى وصل إلى المرحلة التي عرفناه علينا وبتنا ندافع عنها .
المنطق لا يقول أبدا بأن فنّ الميدان بدأ كاملا هكذا ، لا بدّ من أنّه مرّ بأشكال تحوّليّة سابقة ، أفضت إلى الشكل الحاليّ الذي هو عليه ، وتجاوز هذا الأمر يجعل فكرة التعميم (منذ القدم) ليست دقيقة من حيث الوعي النقديّ بالفن الذي نحن مقدمون على قراءته .
إن الفنون الشعبية ذات الصلة بالغناء التقليدي بدأت في أشكالها العامّة منذ الدولة العباسية الثانية ، وهناك فنون نغميّة ذات طابع بدويّ بدأت في بعض آثارها من نشيد (طلع البدر علينا) الذي لا نعرف على وجه الدقّة إن كان مصحوبا بالدفّ أم كان نغما صِرفً ، وكانت البداية المرصودة آتية على يد (المولّدين) ، الذين ترعرعوا في الدولة العباسيّة ، وأتوا معهم بفنونهم التي تنتمي إلى بلدانهم ، ولعل فنّ الميدان في شكله الذي وجدناه عليه اليوم يعتمد على التنغيم والطبل ، في حين أن قصة الطبول واستقدامها إلى منطقة شبه الجزيرة العربية بشكل عام تنتمي إلى أحد موطنين أو كلاهما ، وهما الهند وأفريقيا ، ومجمل الفنون الشعبية العمانية تنغيمية ، أي صوتية الطابع وغير مصحوبة بأي أدوات أخرى نقريّة أو إيقاعيّة أخرى ، بغضّ النظر عن انتماءاتها المكانية على الرقعة الجغرافية للسلطنة ، والطبول طارئة عليها ، وفقا لتتبّعات المحققين في الفنون الغنائية الشعبية في المنطقة الخليجية ، فمن أين أتي فنّ الميدان بالطبل ؟ وإذا كان الطبل جاء في مرحلة تاريخية متأخّرة ، فكيف كان الوضع سابقا ؟ إن هذه الأسئلة ذات سياقات تاريخية ، تحيل (رغم بساطتها ) ، إلى واقع ما كان عليه ، وما زاد في مرحلة لاحقة فيه ، فليس من الموضوعي إسقاطها من الذاكرة .
من هذا الجانب ، من المهمّ عدم القفز على الجانب التاريخي بالشكل العامّ كهكذا طرح ، أما الجانب الهندسيّ الفنّي ، سواء كان على مستوى التفعيلات أو التكوين الداخلي ، أو البناء اللفظي ، أو رسالة الجناس المطروحة في الموضوع وعلاقتها بالوظيفة الفنّيّة لشعر الميدان ، فهي سياق نقاشيّ آخر ، سأعود إليه في وقت لاحق ..

دمتم في عافية
رد مع اقتباس