تابع /
وإذا بهواجس تلامس مشاعري ووجداني ، وأنظر بالنجمة التي شاهدتها برقتها وأنوثتها العذبة ،
تخلع رداء الحزن والأسى !!
وترتي فخرا ثوب الشهامة والتحدي والإصرار !!
فما أن بدت ذاتي تتقشعر إيمان بهيبتها وعزيمتها !!
وقد قالـــــت لي :
عرش القمر >> إما سيأتيني إلى ماتركد عليه قدماي !!
وإلا سأخطو عليه وإن كان على جبال مشيدة !!
إنتهى الجزء الأول من مسرحية السماء على خيوط الفجر ، وزرقة السماء ، وزقزقة العصافير الندية ،
وإطلالة سيدة السناء !!
سعــــــــادة / الشمس !!
ومرت قطرة هذا اليوم إلى أن الشفق أتى مرحب بالسادة المشاهدبن والحضور ، عن البدء بعد قليل ،
الجزء الثاني من مسرحية السماء ، وإزاحة الستار !!
وبعد أن ذهب الشفق زائحا معه ستار المسرح ، وإذا بالنجمة على المشهد الأول تقول :
أمس انطوى ، وصفحة اليوم يعتليها قلمي ، لأسطر التاريخ من جديد .
وأتزعم السماء مهما تطلب الأمر !!
وبعدها دار الحديث بين النجمة والمدعي الآخر القمر أمام محكمة السماء!!
حيث كانت خلاصة جلستهما ، النجمة ستحل محل القمر ليوم واحد فقط !!
مراعاة لمشاعرها وإصرارها الأنثوي ، والذي فخرا نقول له رجوليا بحتا!!
حيث ملأ السعد حسنها ووجهها لما حققت من حلم بات طويلا لإنجازه !!
بعد دقائق قليلة !!
سوف تقعد النجمة على كرسي العرش ، حاملة ورائها الزعامة والسمو ، وقد حملت راية الملوك متهللة بشرى ،
وسعدا ، لا يصفه شاعرا ، ولا يرسمه فنانا ، ولا يبديه رسولا !!
عم الهدوء على المسرح المعني ، وساد السكون من الدهشة والحيرة !!
انظروا ماذا سيحدث !!
ومن مكان بعيد !! لا يرى شيئا سوى دهامة الليل .
وإذا بصوت يخطو إلينا رويدا رويدا ، صادما معه نجمة الدلال ببرائتها !!
مرددا صوت حاد ، وكأنه رجل أتى مجر خبر من الحاكم ليذيعه وسط سوق المدينة !!
بتناغم دقات الطبل قائلا :
أنـــــا كوكب من السماء تم تتمتم تم
إسمي الزهرة في المساء تم تتمتم تم
جئت حاجب قمر اليوم تم تتمتم تم
والناس ينتظرون خسوف حاد تم تتمتم تم
وهو قادم على بعد أميال بسيطة من نجمة الدلال !!
ليحجب أسفا القمر !! وأي قمر ؟؟ !!
إنها المسكينة نجمة البرايا !!
التي عانت من أجل الوصول إلى عظمة المنصب والعرش !!
وما تدري بأن منيتها قد أرسلت على كتف الزهرة !!
التي بعد قليل سوف تحجبها وتعميها وتلبسها المنية على كفن أبيض !!
فأي بكاء سيشفي غليل قلبها !!
وأي ندامة أصابت كائننا مثل ما أصابت اليوم النجمة الحسناء !!
وما أن بكائها يعلو والزهرة غطت محياها !!
وكأنها طعنت قلبها بسيف لتشهق روحها مع خسوفها !!!
و آآآآآآه من مأسآة أحلت !!
أين تلك التي رسمت على مخيلتي حسنها وبهائها ؟؟ !!
أين تلك التي تركض وراء فراشاتها ، وتداعب ورقات البستان ؟؟
إنها راحت ضحية الخسوف !!
فما كانت تدري بأن عاقبة أمرها هكذا !!
ولكن !!
هل الشموخ وإن تلاشى الجسد الذي مثله ، ينتسى ؟ !!
وسمو ذاتها قد كان يحفر ذكراه على قلبي !!
واليوم قلبي يبكي لفقد من كان فيه ونيسا !!
بالأمس كنت أناظرها ، وهي ترتدي بردة الشهامة والعزيمة !!
واليوم على رعيش الموت تحمل إلى دار السكون !!
وقد غلق ستار المسرح ، حاملا معه تعاسة القطرات التي سالت من صنبور الزمان .