عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-06-2010, 06:27 PM
ولد بن كعب ولد بن كعب غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 84

اوسمتي

Lightbulb عدل الزمان ,,, بقلمي

ما كان حديثآ يفترى , وما هو بأساطير الأولين التي خلت , ولم يكن من هواجيسَ العصور الغابره , وإنما براءةُ تلك السنون التي مضت , أطلقت عنان فكرها لتعبر عن ضيم هذا الزمانِ وظلمه , عن هذا الزمانِ وشؤمه , عن هذا الزمانِ ولؤمه ..


إنها حكمةُ شيخوخةٍ أرهقها قرنٌ من الزمان , لم تجد سوى أصداء جدرانٍ لا تغني ولا تسمنُ عن تلك الحالِ المزريه , فيا لها من سهامٍ أُطلقتْ , وجنودِ صبرٍ تحررتْ , وأشواق حاضرٍ أليم , زُفت لماضٍ كريم ..


من بين تلك الثنايا , خرجت آهاتِ شيخٍ كبير , ليعبر بكل حرارة عن مدى الفرق الشاسع بين ما عاشه هذا الأبُ الكبير من قسوة الزمان وعيشه الكريم ,, وبين كرمِ الزمانِ وعيشه اللئيم .. تتناقل كلماته البريئه بين تقسيماتِ أُذُنَيْ لتشقَ طريقها توغلآ في أحشاء قلبي , فحينها أجزمتُ بأنه ما كان صاحبكم هذا بمجنون ..


ثم يضربُ لي الأمثالَ توضيحآ وتبيانآ , ويسردَ لي القصصَ تثبيتآ وبرهانآ , فيقصُّ علي من أخبار السابقين بكل ألمآ وأسى , فيتطرقُ للعدل في حكم البشر ببراءةِ المعنى , فيروي لي بما سمعه من أخبار الآباء والأجداد , بعيدآ عن مراتع المتنِ والإسناد , فيقول لي فيما معناه , مستعينآ بمخزون القلب وذكراه : ( كان في أحد الدهورِ ملكآ عادل , قرر ان يقوم بجولةٍ يتفقدُ فيها الرعيه , وسار متنكرآ بزي رجل عامي , فصادف أنه عطش , فمر بإمراةٍ فطلب منها ( شربة ماء ) فكان عندها قطعة سكر فملأت الكاس نصفه وألقت بنصف قطعة السكر فمتلأ الكوب فسقته , وسار ما شاء الله فرجع إليها وطلب منها ( شربة ماء ) ففعلت معه ما فعلت في السابق ولكن يمتلأ الكوب فسألها لم لم يمتليء الكوب ؟ فقالت الحكم جائر والعدل قاصر .. فعزم على أن يصلح من شؤون حكمه وحاشيته فأعانه الله على ما أراد , فرجع لها سائلآ إياها شربة ماء ففعلت مثل ما فعلت له ف المرتين السابقتين وإمتلأ الكوب فسألها وأجابت بأن الحكم عادل )


قالها هكذا ببراءة الحديث , ولطفِ الكبر , لم تخنه ذاكرته لذلك الحد الكبير , رغم أن ثقلَ القرن ألقى بظلاله على حركة لسانه , ومقدرة التعبير .. وأنا أصغي لتلك الأحداث وأقيسها على زماننا هذا , فرأيت تطابقآ لما قيل , وكأن دولاب الزمن يدور دورته , وكأن تاريخ تلك الخوالي أعاد نفسه , ولكن بقي إختلافٌ وحيد , هل سنعيدُ زمن العدل كما إستعادوه !!


سؤالٌ طرحه علي , وهو يمسك بلحيته المهيبه , وقد أنورت بآثارِ شيبٍ عتيد , ثم عبس بنظراته وتولى , وهو يحملُ سفهَ الزمان وغدره ..






رد مع اقتباس