عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-06-2010, 08:09 AM
علي بن خزام المعمري علي بن خزام المعمري غير متواجد حالياً
مستشار سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 229
افتراضي طلة الاثنين في جريدة الوطن/ ملحوظات مرورية

طلة
ملحوظات مرورية!!

إغلاق تقاطعات طريق الباطنة خطوة نسأل الله أن تكلل بالنجاح؛ لتحد من نهر الدماء الجاري على تلك التقاطعات، والتي صممت من قبل لتسهيل حركة المرور، ولاختصار الوقت على مرتادي طريق الباطنة، ولكن تحولت تلك التقاطعات إلى مشانق، وغرف إعدام فورية للمشاة وسائقي المركبات وركابها.
والآن يقود السائق مركبته على طريق الباطنة، وهو آمن من تدخلات المركبات الأخرى التي تدخل فجأة على الطريق أو تخرج منه، مُشكّلة حالة من الرعب والتوجس من قبل سائقي المركبات الأخرى، ولكن الصورة تبدو أنها لم تكتمل بعد، والحل الذي أقدمت عليه الجهات المعنية يحتاج إلى إيجاد مجموعة من التحسينات والإضافات عليه، فهو بهذه الحالة لن يسهم إسهاما كبيرا في الحد من حوادث المرور، وإنما ستنتقل هذه الحوادث إلى أماكن أخرى سنعرفها لاحقا، وستبرز مشاكل مرورية جديدة لم تكن موجودة في طريق الباطنة، أو ستزيد من حضورها اليومي، ناهيك عن ترك ثغرة كبيرة الحجم كانت ومازالت تسبب حوادث مرور مروعة، لا يحلها إغلاق التقاطعات فقط، وإنما تحتاج إلى حل جذري سريع؛ لأن نهر الدماء مازال جاريا من روافد دماء المشاة على طريق الباطنة العام.
ونقصد بالتحسينات والإضافات على حل إغلاق التقاطعات ما نلاحظه يوميا من ملحوظات ناتجة عن هذا الحل، إذ أن سائق السيارة لا يجد أمامه إلا مخرجين للذهاب لوجهته المقصودة: الأول: استعمال الدوار،والثاني: استعمال الشوارع الثانوية، وينتج عن ذلك ملحوظات منها: تباعد الدوارات في بعض المناطق الأمر الذي يثقل كاهل الشوارع الثانوية المحاذية لطريق الباطنة، والتي لم تؤهل لذلك بعد، فهذه الشوارع لن تتحمل الاستخدام اليومي لها مما يشكل ضغطا عليها، بالإضافة إلى كونها شوارع ذات اتجاهين، وقريبة جدا من المحلات التجارية والبيوت والحارات والتجمعات السكانية، وتمر قريبا جدا من المدارس والحدائق العامة، الأمر الذي يشكل خطورة على مرتادي هذه الأماكن، وكذلك مرور هذه الشوارع بالأودية والشعاب، مما يعني تعطل حركة السير عند جريان هذه الأودية، وبالتالي إصابة الحركة المرورية بالشلل التام حتى حين.
والملحوظة الثانية تكمن في الدوارات التي لن تستوعب هذا الكم الهائل من المركبات التي وجهت توجيها قسريا لاستخدام هذه الدوارات، ومن خلال الملاحظة اليومية تبين تفاقم الوضع عند بعض الدوارات كدوار ولاية صحم مثلا، مما يعني ضرورة إعادة النظر إلى الطاقة الاستيعابية لهذه الدوارات، وإيجاد الحلول المناسبة للقضاء على الاختناق المروري عند هذه الأماكن، ولنتخيل وضع دوار صحم مثلا أثناء الأعياد والمناسبات الوطنية، وليالي شهر رمضان المبارك؛ لنستوعب الأزمة القادمة.
وكما أسلفنا سابقا أن إغلاق التقاطعات أسهم في الحد من الدخول والخروج المفاجئ للمركبات، ولكن تبقى هناك مشكلة عظيمة، وثغرة كبيرة في جدار الحوادث المرورية، وهي العبور المفاجئ للمشاة في طريق الباطنة دون سابق إنذار، فالطريق مفتوح لكل ما هو متحرك من مشاة راجلين أو راكبين على دراجات هوائية أو نارية، ومن حيوانات سائبة، ومن أطفال، مع وجود تجمعات عمالية أيام العطل الرسمية عند بعض الدوارات، وقد نوهنا إلى ذلك أكثر من مرة في مقالات "طلة"، ولكن لم نر أي تقدم نحو حل هذه المشكلة، وسبب هذا العبور المفاجئ للمشاة على طريق الباطنة هو خصوصية هذا الطريق، إذ إنه يمر بأكثر من ست ولايات ذات كثافة سكانية كبيرة، كما يمر على مناطق تجارية وصناعية على طول هذا الطريق، وهو بهذا الوضع يشكل خطورة على المشاة وعلى سائقي المركبات، ومما يزيد الطين بلة أن قوانين المرور في حالات الدهس تحمل السائق المسئولية الكاملة لتبعات الحادث، وهذه دعوة لإعادة النظر في هذه المشكلة- مشكلة العبور المفاجئ للمشاة- من جانبين: الأول البحث عن آلية معينة للحد من هذا العبور المفاجئ كعمل سياج واق يمنع من العبور العشوائي للمشاة، مع تخصيص أماكن معينة لهذا العبور، والجانب الآخر: وضع قانون يدين المشاة إذا عبروا الطريق من غير منطقة عبور المشاة، مع إدانة أولياء الأمور الذين يتركون أطفالهم يعبرون الطريق دون صحبة أو رفقة من قبلهم، وبذلك نستطيع أن نرى سائقي المركبات مطمئنين وهم يقودون مركباتهم على طريق الباطنة، وإلى لقاء في طلة قادمة إن شاء الله.

علي بن خزام المعمري




__________________

يا الآدمي فكرك بحر والمعرفة يْخوتْ
والتجربه طوق النجاة المنقذه بحارها
ارفع شراعك وانطلق في افضل وْقوتْ
واحذر رفيقٍ صحبته تقطف غضاض اثمارها
وازرع حياتك مغفره عن يحصدك موتْ
والبس ثياب العافيه بمْصرها ووْزارها

( أبو حسان)
رد مع اقتباس