[نبيلة مهدي]

حيث المسارحُ منصوبةً على خَشَبَاتِ القلوبْ..
أتيتُ من ذاكرةِ النسيانْ..
مُجَرَّداً مِنْ كلّ هذي الوجوهِ المُقَنَّعَةَ الملامحِ..
أسمع إيقاعُ خَطْوَاتِي تَستَبِيحُ السكونَ الغارقِ في الشُحُوبْ..
أرى كلّ شيءٍ تَهَالَكَ في ذاتهِ التي سَكَنَتْها العُيُوبْ...
هُنَالِكَ حيث تنفرطُ الأرضُ من عِقْدِ طُهْرِهَا وتسقطُ حيث تُهَدْهِدُ الذنوبْ..
آه من غربتي آه..!
اغْتَسَلَتْ روحي بِأَنْفَاسِ اللَّيلُ كيْ يقصفَهُ الجُرْحُ
فالآنَ سقطتُ سقوطَ الدقائقِ في مَهَاوِي الكروبْ...
وحدي ألملمُ أشلاءَ عُمْرِي وقد بَعْثَرَتْهُ رياحُ الغروبْ..
و وحدي أُرَقَّعُ بالحزنٍ ما افتضَّ ذاكرتي من ثقوبْ...

أتيتُ من ذاكرةِ النسيانْ...
مُجَرَّداً من كلّ هذي الوجوهِ المُقَنِّعَة الملامحِ...
أعيش مُحْتَرِقاً ما بين الهواجسِ و الأوهامْ..
تأخذني إلى مَنْفى أزلَّي..
حيث لا شَيْءَ..
لا شَيْءَ غير الجراحْ..
وَهَاهُوَ الطريقُ يقذفُهُ الظلام للظلامْ...
و تَعَثَّرَتْ خَوَاطرِي في فراغِ الدروبْ...
التي هاجرتْ باتَّجاهِ الهروبْ...
وهكذا أموتُ بلا مماتْ...
وهكذا أموتُ بلا مماتْ...

14/5/2010م الجمعة صباحا

من تصميمي