------------------
دعيني أتحـدر عليكـِ برسائلي .. إليك يـا سيدتي ..
وأعزف بها على أوتار نفسك ، فألمسها بأفكاري ونظرتي وأشواقي ..
أيتها الشرقية .. ما كنت أحسب أن الجمال وحده من شأنه أن يعجب ،
حتى رأيته يصبي ويدله ، ويعجب ويفتن ، ويجبر على الإنحناء له طاعة.
تسألينن يا سيدتي .. أما آن لجنــاحيّ أن يسكنا بعيداً عن السماء ..؟
و تسأليننــي أنـ أسـتـــريـــح ..!!
فكيف ذا يا سيدتي ..؟؟
وفي السماء فضاءاتـــِ و أوداج لروحي تطير على مقربة من روحكـِ ...!!
تتنهــد بمعاني الصوت من فمي واللغة ، إني أحلق لأجلكـِ ( يا طفلتي ) ..
أجمع الأشواق لأزرعها في طفولتك حتى تكبر ؛
فتصير ألفاضاً تغلي في أربع من مواقد الشوق في صدري ؛
هي .. خيالي و غرامي و فكري و الجمال.
سيدتي ..
أن صورتك أصبحت كنزاً من الخيال وحلماً يتجلي في داخلي ،
فهلمي وأجعليني في روح شبابك الذي ألبسني الضّنى ،
وهلمي لتضعيني في بوتقة من أشعة الخلود في عينيك ،
وهلمي لتحضنينني ساعة .. فيها ستون عناقاً وستون قبلة.
سيدتي .. إني أطــيــر لألتمس من السماء الروح ونعيــم الجنة الخالد ،
لـينـــابــ قلبــي .. الحـبــ منـكـــِ .. والنعيم المعشوق ، لكونـهــ من ضرورات عشقــي .
فيا دقائق السحر الملونة التـي ..
وقعت في ساعة حب على قلبي ، يا ليلي و يا فجري و يا غسقي و يا شفقي ،
ما أحلى القدر الذي .. رمى بك عليّ في ليلة أشبه بأنها ليلة من القدر .
سيدتي ..
إن لي في السكون حياة أبدية ، وفي حبكـِ أنتــِ حيــاة فياضة ، ومبعـثـٌ من القوة المبدعة .
فالكون بمافيه من أثر الخالق هو اتساقٌ واحدٌ منسجم مع كل الأقدار .. أسواء كنـتـــُ على الأرض .
أم بقـيــتــــُ أسبــحُ فــي مســاحــاتـــِ السمـــأء ..!!
سيدتي ..
يا لغة القبلة في فمي .. و يا لغة الابتسام على شفتي ..
و يا لغة النظر في عينيّ .. و يا لغة اللمس على خدي .
يا لغة العناق على صدري .. ويا نسوية العالم في قلبي ..
سألتك بالذي خلق السماء والأرض ..
أن لا تضني عليّ بلذة من الحب والشوق أنتشي بها ،
وترفقي بالقلب الذي تلمسينه بالكلمة والنظرة من عينيك الساحرة.
أيتها السابحة فـي بحـــرِ كتــابــاتــي .. ومـتـــنِ خـــواطــري ..
إن حبكــِ باتــ يـدفـعـنــي إلى ما وراء السعادة في مقل الأحلام ،
وأني لأشعر بأنك قد خلقت لي وحدي ، تسكني في داخلي حباً رائعاً ،
تتكلمين وتضحكين ؛ وترقدين في غرفتكـ داخل أنفاسي .
جمال لا ينتهي أنت يا صغيرتي ، ومجموعة من الأفكار المحبوبة تندفق ؛
وحزمة من التعبير المعشوق في نفسي ؛ بملئ الكون وملءُ صدري .
...
إنتهى .. ( 17 - نيسان / أبريل - 2010م )
...
( الطير المسافر )
__________________
-----------------------------------------------
هل إنحازت اللغة للرجل ..؟
وهل تم تذكير اللغة تذكيراً نهائياً ..؟
أم أن هناكَ مجالاً للتأنيث ..؟
-----
عبدالله الغَـذَّامي
كتاب المرأة واللغة
---------------------
(الـطــــــــالطيرالمســــافــرالطيرـــيـــــــــــر)