لم تشذّ هذه الخاطرة المحمّلة بخلاصة التجارب
قيد أنملة عن الواقع، وليس يسهل إحصاء فاقدي البصر أو
فافقدي الأطراف في بلدان أنفجرت فيها براميل حقد وتحطّمت
قلاع أحلام وردية وغارت آبار حب مولود ونحرت فيها الحقوق
ولسنا بصدد البحث عن أعداد القتلى والمشرّدين والمعتقلين
فهولاء قد يفتح التاريخ لهم سجلاّت خالدة يطلّع عليها من نجاء
من الهلكة أو عاد من هجرة أو تحرّر من معتقل ذات يوم.
الف شكرا لكم الأديب الأستاذ / محمد الفاضل
على الاهتمام بجرح الوطن النازف دما وأرواحا مزهقة
ومهجّرين ومعتقلين وغرقى وفاقدى أطراف ومصابين
وتحيّة لكم على جمال وروعة التبيان وتصوير المحنة والألآم
وتهنئة على الإقتدار في التعبير عمّا يخالج أفئدة
الأمهات والآباء والإخوة والأخوات المكلومة
من حسرة وفجيعة وحزن ومرارة وخوف وشقى
لقد رسمت ريشتكم البارعة لوحة إنسانية ثكلى
طفل فقد بصره ولا يدري ماذا أصابه
ليس أوجع من هذا الموقف لقلب الأمّ
وما بكاء القمر إلاّ صورة من صور بكاء الكون
بأسره شفقة وحزنا وتعاطفا مع المظلومين
نسأل الله العلي القدير أن يعيد الأمن والأمان
والسلامة والسلام إلى المسلمين في كل مكان
الف شكرا أستاذ محمد الفاضل
وتقبّل تحيّاتي