قـالت لــي الأرصاد القلبيــة
مرتفع عاطفي سيغطي سماء الوجد بلحاف الوصل.
فـافترشت التفاصيل الصغيرة ذاكــرتي باكــراً...
استعددت جـيداً للـمناخ القــادم،
أخرجت عواطفي الثقيلة من خزانة الوقت،
واحضرت فنجانا من القهوة الساخنة،
أطلقت زفيراً دافئــاً نحــو النـافذة ،
فلم أفلح بصنع ذلك الضباب الشهي ،
كنت أتفقد النوافذ، وأنفخ على أصابعي التي ترتجف بردا،
وأراقب حركة الطيور في الهديل والطيران، باختصار كنت
أسلي نفسي لحين قدومه.
لتفتيت الوقت الطويل...
كنت ابحث عن حضور صاخب يهز أوتار الحنيـن الممتدة بين شراييني ،
يغتال القبعة من رأسي كصبي عائد للتو من المدرسة اقرع الرأس،
ولا زلت أنظر لهبوب ينفخ خيمة العشق الوحيدة ،
أو يعرقل تحليق العصفور الذي يحاول العودة الى عشه المخبأ بين قضبان صدري ،
لـــــكنـه لـــم يـفعـل..
كنت أراقب زجاج السيارات المارة تحت نافذتي ،
بانتظار عبير عطره الممزوج بغبار الوقوف
لكي اصنع فوقها أرغفة صغيرة من طين العشق،
لــــكنه لـــم يـفعـل...
عشقت ذلك الازدحام في الشوارع والارتباك المروري على «المنعطفات» ،
وفي كل مرة كانت تربكنا
كما تربك المرأة الجميلة رتابة الوقورين الزائفة،
لــــكنه لـــم يـفعـل..
انتظرت حتى الغروب..
وأنا أضع يديّ في جيبيّ امتطي شوقي منتظراً تقلبات وتغير أمزجة الأفق،
لـــــكنـه لـــم يـفعـل..
الأشجار هي الأخرى ارتدت اغصانها وأدارت وجهها للريح
ومدت سجادة صمتها وانتظرت حلول وقت اللقاء ..
لــكن كل الذي شاهدته في الزاوية الغربية الجنوبية من بيتي لقاء طفيفاً وسريعاً
بين شمس وغيمـة انتهى كمـا اللقاءات فــي المنام بـــلا شيء..
الأرصاد القلبية لا تهتم كثيراً اذا مـا مرّ منخفض الحب فـوقنا أو انعطـف.
فهي تنظر الى المنخفضات على انها «كمية من الأشواق. وموسم حصاد.
ومنسوب جفاء لا تستوعبه العيــون. وتحذير مـن جريان
اليأس هادر فـي مناطق الذاكرة".
وأنـا أنـظر الـى مـرتفعات الــود علـى انـها
كـمية أسرار ومـواسم عشق كـرشفة حنين دافـئ ..
ولهفة الى جريان الكلمات في مناطق الشعور الكامنة.
انتظرتـــك...
وحسبي...انـك تـكرمت علـيّ بمتعـة الانتظار...