[زياد الحمداني (( جناح الأسير))]

خُذيني..



حتى نالني قولُ متى؟
قولُ ما أخشاهُ من ماضٍ أتى!

خُذيني..

والنجومُ تلألأت من مُقلتيكِ والقمرُ النبيلُ بسحرهِ فاق الجمالُ بسرهِ منهُ إليك...
أتدرُكِ لولاكِ ما أضاءَ القمرْ
أتدركين الأرضَ تفقُدكِ وحالي أرى السماءُ و أنتظِرْ..


خُذي يدي فأستبشرِ صفحاً يداوي جراحاً بينها جرحاً تُضمِدُهُ يديك..
خذي حياتي كلها..
خذي الأماني حولها..

خذيني وحيداً لأِعْزِفُ لحناً بِدِفءِ الحروفِ لأنظُمَ شوقاً بعيداً بعيدا

خذي عيني..
خذي كل شيء..
فمعناهُ الوحيد الذي في صعيدِ الهوى لا يُبالي..
خذيهِ فأقسِ عليهِ فلا معنى فيهِ حنيناً خيالي..

خُذيه فقلبي أميراً لديك..
خُذيه فنبضٌ أبى منهُ فيك..

خُذيه ليروي تحايا الصباح..
خذي بلسماً وأرتقي للفلاح..

خذي لا عليكِ...
فإني أوحيرَ عُمقَ الفؤادِ به يستفزُ كي يأتيكِ حيثُ لا أتى لحبيبٍ كلمةٍ أو فعلِ محمودٍ له ووصالِ
خذيني فعودي بوعدي وحولي تُراباً بقى لي بقبرِكِ يا جارة َالليلِ الجديدِ في جُنحِ الرِدى قُلتُُ تعالي...

خذيني فدمعي يسيلُ دمعةً بعد دمعة..
بعدها نوّحِ الأسى طالَ بهِ أمراً لحالي..

خذيه فطوبا لتلكَ العيون ..
خذيهِ فشوقِ تمادى بدون..

خذيه فليس لهُ من حياة..
خذيهِ فإني إليه أجودُ إليهِ يزيدُ بلاهُ بلاه..

فلا ضيق إن مكثتُ بجنبكِ بين التُرابِ أُدثِرُ وجهي التُرابِ..
ولا أرتديهِ فيحلوا المماتِ بِقُربُكِ أحلا ويبدو سرابِ..
ولكن أدري بأنكِ يا زهرةَ النورِ تبقين وحدَكِ حين المصابِ..

تقولي أيهُنيني ما قد أتاني القضاءُ وأنت القريبُ..
وأياكَ يا حُبَّ تدعو تجاورُني حتى أغيبُ..
فأصِبر وثابِر عسى أن يجودُ ..الإله لكَ خيرُ مني أكيدُ..



خُذيهِ..

وقوّلي لهُ لا يضاهيهِ شيءٌ يُضاهي..
خذي مني هذا صميمٌ عجيب ..
يكادُ بصمتِ الوفاءُ يُجيب...

سأبقى وحيداً لأملأ كوني نشيداً نشيدا..




خذيني وحيداً...







5 / 11 / 2014م