عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 13-07-2014, 09:23 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...ما نفتأ-أخي الكريم الأستاذ زياد-نؤمنُ في يقينٍ أن أولاَدَنا هم العمْقُ الامتدادي لوجودنا في هذه الحياة الدنيا..وهم مظنة النجاحِ في آمالنا العذبة وأحلامنا الغرثى الجميلة،لأنهم زنابقنا البرية الصفراء التي سعيْنا لغرْسِها في تربةِ حياتنا..ورحنا نتعهدها-وهي بذورٌ مشتليةٌ-بالسقي النقي الصافي..ثم تابعنا نموَّهَا وهي تشق مسارَها نحوَ الأعلى فما ادخرْنا وسعاً في حفظها ورعايتها وحمايتها لتأتي أكُلَهَا-في وقتها-بإذن الله تعالى...

...لقد ربانا الإسلامُ-ولله الحمد والمنة-أن ( النسْلَ ) عندنا ليسَ تكثيراً حيوانيا بيولوجيا فحسب،بحيث يلتقي الذكَرُ بأنثاهُ على نحْوٍ مَّا،فيتفرَّخُ الوكْرُ بالبنينَ والبنات،ويكبُرون والوالدان ليسَ لهما حِرْصٌ إلا توفيرَ ( العَلَفِ ) فحسب،وما عدا ذلك-من تربيةٍ وتعليم وتنوير وتثقيفٍ-فساقطٌ من الحُسبان،ويبقى الشعارُ الحَيَاتي الوحيد هو : (( أرحامٌ تدفعْ وشوارعُ تبلعْ ))..!!

النسْلُ والذرية عندنا-نحن أتباع النبي عليه الصلاة والسلام-تتجاوزُ بكثير هذه النظرة المادية البهيمية التي تشتركُ فيها كل الثدييات الولودة..!!

إن ( تربية الأولاد ) رسالةٌ عظمى رفيعة في حس الأب المسلم والأم المسلمة،تبدأ مهمتها السامية من أول لحظةٍ يختارُ فيها الزوْجُ (( الوعاءَ الصالحَ )) وتختارُ فيها الزوجة شريكَ عمرها وأبَ أولادها...ثم تمتد سلسلةُ الواجباتِ والالتزامات بمجرد إدراكهما أنهما سيغدوان بعد قليلٍ أبويْن مسؤوليْن مسؤوليةً شرعيةً عما سيُنعِمُ به الباري عز وجل عليهما من زينة الحياة الدنيا...

ولَمَّا كانتِ (( البنتُ سِرُّ أمها )) وكان (( الولدُ نسخة من أبيه )) فإن تلكَ الواجبات ستتميز وتتعدد وتتنوع حسبَ أولوياتها...

فهناك واجبات منوطة بالأب..وواجبات منوطة بالأم...وواجباتٌ بينهما،يقومان بهما شِركة ًومناصفةً...

ولعلَّ الجانب ( التربوي والأخلاقي والإرشادي وكل ما له عِلاقة بالأسوة الحسنة والقدوة القويمة والمثل الأعلى ) في حياةِ الأبناء أخطرُ مجالٍ على الإطلاق يُكَوِّنُ شخصية الابن والبنت،خصوصاً في مرحلةِ الصِّغَر والصِّبَا الباكر والمراهقة اللاحقة...

وفي ظني-وهذا بالتجربة-أن الفتحَ التربوي والأخلاقي والسلوكي في حياة الأبناء يتأتى بادئ ذي بدءٍ من عنصر ( الأسوة والقدوة الحسنة ) المتجسدِ أمامهم في شخص الأب وشخص الأم...

فكلما حرصَ الأبَوَان-صدقاً لا ادعاءً،وواقِعاً لا تمثيلاً-على أن يصنعَا من شخوصهما ( مثلاً أعلى ) أمام أولادهما-في حدود إنسانيتهما طبعاً- بالقدوة والأسوة كلما ترتبتْ شخصيةُ الأبناء وتنظمَتْ فيهم الأفكارَ والمشاعرَ واستوى الميزانُ النفسي والعقلي والجسدي في كِيانهم...

وكلما-للأسف-تشوهتْ تلك القدوة والأسوة في فكر الوالديْن ومشاعرهما وفي تصرفاتهما وسلوكهما وتعاملاتهما وعلى مستوى أخلاقهما القولية والفعلية وسيرتهما وسمعتهما،بحيثُ ينهارُ ( المثلُ الأعلى ) في حسِّ الأبناء ويتصدع شيئًا فشيئًا كلما حدثَ احتقانٌ نفسي وعقلي رهيبٌ في كِيانهم،ينتجُ عنه المروقُ والتمردُ والضياعُ والفشلُ الذي يشكي منه كثيرٌ من الآباءِ في حياة أولادهم،وهم لا يدرون-أو أنهم يدرون ولكنهم يتعامون-أنهم سببُ المشكلةِ وأساسُها...

...جوزيتَ خيراً-أخي الأستاذ زياد-على هذه التذكرة التربوية الهادفة النافعة الجامعة لخير ( المفاهيم والأساليب الناجعة ) التي يجب الحِرْصُ عليها في تنشئةِ الأبناء وتنوير دربهم الحَيَاتي بها حتى يكونُوا الأملَ المرتجى والحُلمَ المُحققَ المرتضى...

جعل اللهُ أولادَنا الأحبابَ قرة أعينٍ لنا،نمضي وإياهم في درب الحياة على هُدًى من الله ونور،نتقربُ إليه سبحانه بتربيتهم وتنشئتهم والقيام على ما أنطنا تجاههم من تبِعَاتٍ ومسؤوليات..فنؤدي بذلكَ رسالتَنا ( الأبوية ) على خير ما يُحبُّ اللهُ ورسولُه...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!