عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-07-2014, 12:50 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي




السلام عليكم
موضوعا مهما هنا أثاره الأخ الشاعر / بو ميحد
فلقد أستغل أعداء الأمة أخطاء بعض المسلمين
فرموا الإسلام بكل عيب ونقيصة , بقصد التشكيك
في سلامة معتقداتنا وصحة نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم
وأتخذوا شعارات ومصطلحات الصقوها بالإسلام
مثل الإرهاب والتعصب والرجعية
فإذا غضب مسلم على شاتم الرسول سمي متعصبا
وإذا تشبث مسلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
سمي متخلف
وإذا نفى مسلم الإيمان عن ملحد سمي متعصب
من الطبيعي أن يتعصّب المسلم لدينه ولإخوته في الإسلام

فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
الحجرات آية 10
ولم يقل سبحانه وتعالى : إنما البشر إخوة

وقال تعالى :
{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ
يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ
أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

سورة البقرة 257

ولم يقل سبحانه وتعالى :
الله ولي الناس , بل خصص ولاية للمؤمنين من الناس
وقال تعالى :
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

آل عمران 58

فلا يقبل سبحانه وتعالى غير دين
الإسلام الذي جاء به جميع الإنبياء والرسل
وختمهم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم.

وفي الحديث
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( مثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد
إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)

ولم يقل مثل الناس أو مثل المجتمع
بل ميّز فئة المؤمنين بتلك الفضائل

وعن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل :
يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً
أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟!
قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره)
.
صحيح أخرجه البخاري في صحيحه والإمام أحمد في مسنده
والترمذي في سننه وغيرهم واللفظ للبخاري


ولم يقل تبني رأيه وقف معه على الضلال
ويتضح من الآيات السابقة ومثيلاتها الكثيرة في كتاب الله
والأحاديث النبوية الوفيرة في هذا المعنى
أن التعصب إنّما مباح لنصرة دين الله
إذ يتوجب على المسلم أن تكون كل أفعاله وأقواله لمرضات الله
فيعطي لله ويمنع لله ويغضب لله ويرضى لله
هذا هو التعامل المطلوب بين المسلمين
أما غير المسلمين فحقوقهم مضمونة ودمائهم مصانة
ما لم يحاربوا الله ورسوله والمؤمنين
أما حالة التفضيل والنصرة فللمؤمن أولا مهما كان لونه أو عرقه
وطريقة التعصب قد بينها الحديث الشريف
فإن كان المؤمن مظلوما وجبت نصرته بكل الوسائل
وإن كان ظالما وجب منعه من الظلم وإرشاده إلى الحق
وليس موافقته على رأيه الخاطىء بنصرة له
بل هو غش ورمي في التهلكة
أما تهميش دور المسلمين الضعاف وتجاهلهم
ومحاباة الكفرة وتفضيلهم على المسلمين فهذا سلوك
لا يمت إلى المؤمنين بصلة
فمسلم في جبال القوقاز أو في مجاهل إفرقية أو في جزائر الفلبين
أحب إلي من وزير عربي غير مسلم ولا وجه للمقارنة

وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم :
(إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به
ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه
ولئن استعاذني لأعيذنه
وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن
يكره الموت وأنا أكره مساءته
)

رواه البخاري.

وقد ذكر سبحانه وتعالى في الآيات السابقة نوعية الولاية
أمّا العصبية التي نهى عنها الإسلام فهي التفاخر بالأنساب
والتعالي على خلق الله الضعاف.