الموضوع: مراسم الزار
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-02-2014, 10:40 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي مراسم الزار

"
مراسم الزار

اى (زيران)


لازلنا نتحدث عن ممارسات كانت شائعة
قبل عام 1970ميلادي
وأصبحت اليوم وبحمد الله مجرّد ذكرى
لا وجود لها في مجتمعنا المعاصر



يرجع الناس السبب في ظهور الامراض التي عجزوا عن معالجتها
و معرفة أسبابها الى القوى الخفية (سبرى) الجنّ و السحر
لا ننكر أنّ مس الجنّ والشياطين يسبب الكثير من
الأمراض والعلل والأوجاع والأحلام المزعجة
ولكن الوقاية منها وعلاجها يتم بالرقي الشرعية
وليس بالإستعانة بالسِّحر والشَّعوذة وإستحضار الجِنّ
كان وما زال اعتقاد كثير من الأمم أن للجّان
المسخّر قدرة على شفاء الأمراض المستعصية
ولا يختلف عاقلان على بطلان هذا المعتقد
لكن الجهل وقلة الحيلة أدَّت الى رواج مثل
هذه الأفكار الغريبة بل أن البعض يعتقد أنه
بإمكان الجّان العثور على المفقودات مثل المجوهرات
والأموال وإعادتها إلى اصحابها ويسمونهم (جّن صالح)
كما يساعد على العلاج والاستشفاء من الأسقام
ولديهم القدرة على إنجاز المهام المستعصية كما يزعمون
ويرجع الناس سبب وعلة الأمراض التى
لا يعرفون لها دوي الى أعمال السحر
والتي ينفذها جن مملوك لأناس اشرار اى (سحى رون) السحرة
وبالتالي فان القضاء على المرض في إعتقادهم يتم بهزيمة
الجنّ الشرير من قبل جنّ صالح
وعليه يتم الإتفاق مع مالك الجن (بعل زيران)
الصالح على موعد لعقد جلسات العلاج
يقوم فيها باستحضار مخدوميه
ومن ثم يحارب بهم الجنّ الخبيث المتواجد في جسم العليل
وإجباره على ترك المريض وشأنه في عملية
تسمى (التنزيل) و تعني استجلاب الجن الصالح
وحثه على معالجة المريض
اعلم أن حلول الشَّيْطَان والعياذ بالله من الشيطان
الرجيم في جسد الآدمي
هو أمر مسلم به جاء التأكيد عليه في
كتاب الله العزيز الحكيم
قال تعالى : ((الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ
إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ
))
275 البقرة
و عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد
فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها
)
وجاءت الأحاديث النبوية
بالطرق الشرعية لعلاج هذه الحالات
وأنزل الله عز وجل
من القرآن الكريم ما هو شفاء وما هو وقاية و ما هو علاج
ولكن جهل الناس وفجور بعض النابهين ادّي
الى الممارسات الغير شرعية في محاربة الشياطين والسحرة وكيدهم
ومن نتائج هذا الجهل ما يسمى بالزار وهو تزوير للحقائق ومزج الخرافة
ببعض الحقيقة,فكان جهّال الناس وغوغائهم إذا عجزوا عن
معالجة مرض ما بالأساليب والأدوات والعلاجات المعروفة لديهم
فإنهم يرجعون سبب المرض إلى السحر مباشرة
أوالى تلبس جني من الجان ذكر أو أثنى بالمريض
يستنتجون ذلك بواسطة أحد العرافين المحليين
و يسمونه (اى شثنى) أى الذي ينظر لك
أو يحملون مرضاهم الى المدن القريبة اذا رفض العراف المحلي التعاون
في القرية يكتفي العراف بأجر بسيط أو بوجبة عشاء دسمة
و تتقلص أجرته كلما كانت العلاقة الأسرية أوثق بالمريض
تتم المعالجة بالزار (زيران) ليلا من بعد صلاة العشاء و حتى منتصف الليل
و تكرر مجالس الزار بناء على مدى تماثل المريض للشفاء من عدمه
يطلب المعالج مواد وأدوات معينة و يضع شروط تخص حاضري جلسة العلاج
و من تلك الشروط و الشكليات التي يصر عليها :
1- أن لا تحضر الحائض جلسة الزار
(أحيانا يرجعون فشل العلاج ألى وجود حائض في الجلسة)
2- لا توضع الأحذية مقلوبة فإذا وجد حذاء مقلوب فإنّه يكون
سببا مباشرا للفشل وربما خرج أحد
المعالجين بنفسه لتفتيش الأحذية وإعادة تنظيمها
و قد كنا نفزع من ذلك إلى درجة أننا نأتي حفاة
خوفا من المعالج وعقوبته الغليظة
3 ـ عدم ذكر إسم الله تعالى في المجلس
و(يلاحظ حدّة ذكاء المعالج و قدرته على الخلاص من
الإحراج إذا فشل حيث يرجع السبب
الى ما لا يمكن التحرز منه)
أمّا إذا نجح فإنه لا يبالي وإن كان جميع
الحضور جنب أو كانت الأحذية و حتى الجواتي
مقلوبة رأس على عقب
أمّا المواد المطلوبة فلا بد وأن تكون ذات مواصفات تعجيزية
على سبيل المثال : ديك أحمر اللون بدون عرف
أو خروف أسود بقوائم حمر
وإذا عجز صاحب الشأن عن إحضار المطلوب
فان العراف يهون عليه الأمر و يرضى بالموجود, فإذا فشل
يرجع السبب إلى عدم صلاحية المواد المستخدمة

نلتقي مع الجلسة الأولى قريبا
إن شاء الله




رد مع اقتباس