عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 13-11-2013, 10:22 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...شكَرَ اللهُ لكِ-أختي مملكة الطموح-وشكرَ للأخ الكريم بوميحد....

لستُ في حاجةٍ دائماً-أحبتي-إلى التذكير باليَنبوع الأصلي الذي ينبغي أن ينصرفَ إليه قلبُ المؤمن في النهاية وهو يقرأ ما جادتْ به أقلامُ العلماء والباحثين في ما فتحَ اللهُ عليهم من علمٍ ومعرفةٍ ودرايةٍ حولَ أسرار بعض المؤشراتِ العلمية التي يختزنها لبابُ كثيرٍ من آيِّ الذكْر الحكيم...

الينبوعُ الأصلي الذي يغترفُ منه القلبُ الخاشِعُ في النهايةِ هو : أن يزدادَ القلبُ إيماناً..وأن تزدادَ الثقة الإيمانية في ما احتواهُ هذا الكتاب من يَقينياتٍ كبرَى،استوْدَعها الباري عز وجلَّ تلافيفَ آياتِهِ المُحكَمَات...

يبقى بعد ذلكَ النقاشُ والإثراءُ في بعض التفاصيل العلمية رافداً من الروافدِ التي تفضي في النهاية إلى ذلكَ الينبوع،ولا ينبغي أن يَصرفنا النقاشُ الجَدلي،فينحرفُ بنا-ولو كان اعتقادُنا فيه صحيحاً-إلى مساجلاتٍ هامشيةٍ،قد تجعلُ الرافدَ يَذهَلُ عن مَساره،فيضيعُ أثرُ الينبوع في الاقتفاء..!!

يَعني مثلاً-أحبتي-هذا الإعجازُ العظيمُ الراسخُ في طلائع سورة التين العظيمة التي تصدَّرتْ آياتها بذلك القسم الرباني الجليل...

فسواءٌ تباينتِ الرؤى قليلاً في روافدِ البحث عن القيمة الغذائية في مكوناتِ التين والزيْتون-وهي من الشهرة والذيوع عند العلماءِ ذوي الاختصاص لمْ تعد خافية-أو اتحدتْ،فما من ريْبٍ أن اللهَ تعالى حينما يُقسِمُ بمخلوقاتِهِ الأقلِّ شأناً،فهو إنما ليلفِتَ انتباهَ العقل الإنساني النبيه الذكي إلى أهميةِ المقسوم عليه،فتبدأ رحلة الدراسة والبحث الراسخة..والهدفُ في النهاية أن يَصِلَ العقلُ إلى أنوار الإيمان وخواشِعِها التي تجعلُ العقلَ المؤمنَ في وجاءِ عن لوثاتِ الإلحادِ ودهاليز التيهِ والضلال...

أقسمَ اللهُ بالتين والزيتون هنا في هذه السورة...وهما فواكه وثمار...

وفي مواضع عديدةٍ كما نعلم :

أقسمَ اللهُ بالعصر والضحى..وبالليل والنهار...وهما ملامِحُ للزمن والدهر الجاري في حياة البشرية...

أقسمَ اللهُ بالطور والنجم والسماء ذات البروج...وهي أمكنة الأرض ذات الفجاج وأفلاك السماء ذاتِ الأبراج...

إننا-أحبتي-لا نتوقفُ،فنتوغلُ في جزئياتِ الروافد ما لم تكنْ هذه الروافد مظنة ًللإبحار عبرَها إلى مَصبِّ الينبوع الذي تتعطشُ إليه النفسُ المؤمنة الظمآى لترتوي منه...

في النهاية نحب أن تخفِقَ قلوبُنا وتلهجَ السنتنا في ترنيمةٍ جماعيةٍ،مُعلِنة ً،قائلة ً :

إنــهُ اللهُ...سبحانَ مَنْ لهُ العظمة والجبروت....

وانظرْ-أنتَ أخي بوميحد-كَمْ سينحرفُ المسارُ وكم سنبتعدُ وتضيعُ من تحتنا الأقدام لو استمرَّ النقاشُ على وتيرةِ المناكفات :

مَنْ هو الأولى بالاكتشاف ( ولتسْمَحْ لي أختي مملكة الطموح أن نسميه اكتشافاً بدلَ اختراع لأنها في تقديري المتواضع أدق ) الأستاذ الدكتور طه..؟؟ أم أن براءة الاكتشاف حِكراً على فريق البحث الياباني..؟؟...

ثم أكيد..سيأتي نقاشٌ آخر عن إثباتِ أو نفي البراءة لدى الطرفيْن...وستبدأ أسئلة أخرى وأخرى تتولدُ عن استقراء النقاش...

وفي النهاية قد نجد أنفسَنا بعيدين كل البعد عن مسارنا إلى الينبوع الإيماني الذي نحب الوصول إليه...

فالرجاءُ-أخي بوميحد-كَمْ نوَدُّ أن نبقى مع الأخت مملكة وهي ترفعُ أرواحنا وقلوبَنا ومشاعرَنا إلى جلال العظمة في القرآن الكريم في كل مرةٍ تذكِّرُنا-مشكورة ً-بما فتح الله عليها من هذه النقول التي نحب أن نثريها إثراءً هادئاً،في غير شذوذٍ بالرأي أو مخالفةٍ صريحةٍ لِما أجمَعَ عليهِ الأولون والآخرون،وبالتالي في غير تشنجٍ واحتقان...

أرجوكَ-أخي-أن نبتعدَ جميعاً عن اختلاق الأجواءِ المثيرة للتشنج والاحتقان وأن نبقى في الإثراء الذي يبعَثُ في النفس أنواراً،تواترناها-خلفاً عن سَلفٍ-ونحنُ نقرأ كتابَ ربنا ونتفهم معانيه وإعجازاته المتنوعة كما فهِمَها الأولون والآخرون من علماءِ أمتنا الثقاتِ...

جوزيتِ ألفَ خير-أختي مملكة-وواصلي قدُماً هذه النفحَاتِ القرآنيةِ الإيمانية...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 13-11-2013 الساعة 10:27 PM
رد مع اقتباس