الموضوع: الواعظ الصامت
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-11-2013, 03:10 AM
الصورة الرمزية وهج الروح
وهج الروح وهج الروح غير متواجد حالياً
مشرفة الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: حدودك ضلوعي وانتي الفؤاد ( نبضي سلطاني )
المشاركات: 3,828

اوسمتي

افتراضي الواعظ الصامت

بسم الله الرحمن الرحيم





سبحان الله وبحمده



سبحان الله العظيم


وقال عمر بن عبد العزيز: "الدنيا سريعة الفناء، قريبة الانقضاء، تعد بالبقاء، ثم تخلف في الوفاء، وتنظر إليها فتراها ساكنة مستقرة وهي سائرةٌ سيرًا عنيفًا، ومرتحلةٌ ارتحالاً سريعًا".



ّالواعــظ الصــامـــتّّ

إن القلوب قد تعتريها القسوة وتنتابها الغفلة
فمن الذي يجلو صدأ قلوبنا ؟؟
فمن يستطيع ان يرقق القلب القاسي ؟؟سوى ذكر

المــــــــــــــــــــــ وت
...

نعم الواعظ الصامت .... في ليلك ونهارك
وصبحك ومسائك ..وأعلم أنه في انتظارك
فالقبر هو :
(( الواعـــــــــــــظ الصامت))


هل تفكرت ماحالك في تلك الحفرة ...
عندما تنسل الروح من الجسد ... وتنقطع جميع حبالك عن هذه الدنيا
حينها ينقل جسد الى هذه الحفرة
الى بيت الغربة .. بيت الدود .. بيت التراب فيغطيك
تدفن في قبرك بعيدا عن الأهل والأصحاب والأحباب
لاصديق ولا جليس ولا أنيس يونس وحدتك ..
سوى عملك فقط


* فإنه مهما عاش الإنسان في هذه الحياة ومهما طال به البقاء بها، ومهما استمتع بشهواتها وملذاتها، فإن المصير واحد والنهاية محتومة، ولابد لكل إنسان من نهاية، وهذه النهاية هي الموت الذي لا مفر منه، قال تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت) آل عمران:



أنهاْ اللحْظُة الحَاسْمةُ لٍحظًةْ الَفِرأقٍ لَحْظًةِ الوَدًاعٍ لحًظْهً تًنقْطعً فيها السبل

وتعجز عندها الحيل ولآتنفع فيها الأماني


القبر.. بيت الوحدة.. ودار الوحشة.. وموطن الظلمة، صاحبه في سهود.. وساكنه في خمود أنيسه الصديد والدود.. دار الأموات.. ومنزل الحسرات والكربات.



القبر.. منزل قد ترتحل إليه بعد لحظات، أو سويعـات، أو سنوات، ولا يشك مسلم أنّ ذلك لا محالة آت.



القبر.. يعظ الأحياء بصمت ليذكرهم بالمآل الذي لا بد منه، فيدفعهم ذلك إلى زيادة الاستعداد ليوم المعاد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنّها تذكر الآخرة» [رواه الترمذي].



إنّه يضم أجسادا كانت ناعمة منعّمة، تفوح منها العطور، فماذا فعل بها؟

في القبر.. يتحول الوجه الفاتن، واليد الظالمة، واللسان الكذوب، والعين الخائنة، والقلب القاسي، إلى جما جم وأعظم نخرة، ولا يبقى إلاّ العمل الذي قدمه صا حب القبر.


فتنة القبر.. جعلت النبي صلى الله عليه وسلم لا يترك صلاة إلاّ ويستعيذ من عذاب القبر فيقول: «إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال» [رواه ابن ماجه].



ويقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإنّ عذاب القبر حق» [رواه أحمد]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإنّ الله عزّ وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم» [رواه مسلم].





أيها الإخوة في الله: لا بد أن نتذكر ذلك اليوم الذي تتوقف فيه الابتسامات والقهقهات، وتلك الحفرة التي يتوقف فيها الجدال والصرخات، ويتوقف فيها العناد والكبرياء، والإخلاص والرياء، ويتحول الوجه الفاتن، واليد الظالمة، واللسان الكذوب، والعين الخائنة، والقلب القاسي، إلى جماجمَ وأعظمٍ نخرة، ولا يبقى إلا العمل الذي قدمه صاحب القبر.


هناك تزول أسئلة الدنيا: من أنت وماذا تملك، وإلى من تنتسب؟! ولا يبقى إلا سؤال واحدٌ مهم: ما عملك الصالح؟! ما عملك الذي يحيل قبرك إلى روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار؟! يقول رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم-: "يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله". رواه مسلم.


معاشر المسلمين: إننا نريد تذكر الآخرة لكي نعمل لها، إن التذكر مطلوب شرعًا ليكون موصلاً إلى العمل الذي هو من أسباب النجاة من النار، ولا ينفع البكاء والندم بتذكر الموت والآخرة إذا لم يقترنا بالعمل، لا بد من العمل، لا بد من العمل للآخرة، لقد أكثرنا من العمل لدار الغرور فلا بد أن نعمل للآخرة:
__________________
‏"الله لا يُخبرنا بمن يَدعون لَنا سرّاً ويُحاولون حِراسَتنا بالخَفاء؛ لكنَّه يُنير بَصيرَتنا على مَحبّتِهم، فَنتبعُ أرواحِهم دُون إدرَاك منَّا لِماذا نَخصُّهم بِهذا التعلق الروحي"
رد مع اقتباس