عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-10-2013, 02:10 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الكاتب / طارق فايز العجاوى
اعتمدت أستاذ طارق القيم الروحية
كمقوم أساسي لبزوع شموس الحضارة الإنسانية
بشتى مظاهرها المادية والمعنوية
و أنا كمسلم أدعم هذه الحقيقة بشكل جزئي
إذ أن الحضارات العربية والهندية الرومانية والفارسية قديما
والأوربية والأمريكية والشرقية حديثا
لم تقم على أسس أخلاقية ولا على قيم روحية
وما نراه يا عزيزي من حسن خلق و معاملة الأوربيين أو سواهم
من شرقيين أو غربيين لا يدل مطلقا على حقيقة شخصية الفرد منهم
فالمنظر شيء والمخبر شيء آخر
و دليلي على هذه الحقيقة مواقف أولئك الهمج من
الحروب التي تشنها بلدانهم على الضعاف والمستضعفين
و إمكانية تغير ملامح و معاملة الواحد منهم في أسرع
من لمح البصر عندما يتعلق الأمر بمصلحته
فأخلاقهم ليست نابعة من أعماق أنفس زكية حتما
لكنها الضرورة :
جلب منفعة أو درء مفسدة لا غير مع إستثناء بسيط
ونعلم جميعا إن أخطر أعداء الحضارية الأوربية عند نهضتها
كانت الكنيسة بما تمثله بالنسبة لهم من قدسية روحية و أخلاقية
و متأكد من أنّ العالم الأمريكي الذي يقضي جل عمره بين المختبرات
في التجارب الأبحاث والإختراع لا يفعل ذلك إبتغاء مرضاة الله
فما ذاك إلا رغبة منه في واحدة من إثنتين:يا ربحا ماديا يا شهرة وسلطة
اللهم إلا من يعتد بذكره على سبيل التعميم
و قس عليه بقية العلماء والعاملين في
الدول المتقدِّمة حضاريا في عصرنا
نعم الأخلاق الرفيعة هدف في حد ذاتها بالنسبة للمسلم
والرقي بالمجتمع المسلم يجب ان يكون تطبيقا لمكارم الأخلاق
و قد أصبت أستاذي القدير في أن امتنا بأمس الحاجة للتمسك
بإسلامنا و فلسفته ليس فقط لنتمكن من النهوض بل لأن حسن الأخلاق ومكارمها
سبب من أسباب رضا الله تعالى وهو الغاية الأهم لكل مسلم ومسلمة
نعم إنّ الإسلام يحث على التحضّر ولا نحتاج للإستشهاد بالآيات الداعية
لإعمال العقل والتفكير والتدّبر في أسرار الكون, و إستغلال الموارد
لعمارة الأرض بما يسمى الحضارة بشقيها المعنوي والمادي
وتكفي أول آية من آيات القرآن الكريمة {إقرأ بإسم ربّم الذي خلق}
القلم 1
نزلت على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلّم
كبرهان على أن المطلوب من المسلم أن يسبق غيره في الرقي
والتحضّر, يعمل كمفكر مخترع صانع باحث وعالم ...الخ
وطبعا يمكن لأمة الإسلام أن تفعل ذلك
في الحالتين:
*حالة التمسك بقيم الإسلام وفي هذه الحالة يكسب الدنيا فلآخرة حتما بحسب نيته
*أو بالتمسك بالقيم المادية البحتة التي تدفع الشعوب الأخرى
سابقا ولاحقا للنبوغ والبراعة ومن ثم التقدّم في مجلات العلم والأدب
ما يتيح لها السيطرة التامة على مجريات الأمور, وفرض
الرأي والشخصية والأسلوب والثقافة على الأقلّ حظا من الحضارة
ولكننا وللأسف لم نتمسّك بهذه ولا بتلك بل ما برحنا ساحة التنافس الذاتي
ـ أقصد منافسة الأخوة والجيران ومحاولة التفوق على الأقربين
وأخوة الدين والوطن ـ
أمّا السمو بفكرنا لمناطحة الأعداء فهذه صعبة وخيالية
لأننا في نشعر في أعماقنا بأننا أوهى من بيت العنكبوت
فكريا وماديا, وأن أولئك الناس يملكون طاقات مختلفة
عن تلك التي نمتلك, أي أنهم أقوى جسديا وأذكى عقليا
وهذه هي مشكلتنا الرئيسية
فقط عندما تشتد أعوادنا ونشّب على طوق المحلية
وتتمكّن أعيننا من روية العدوّ اللدود و المنافس الحقيقي
حينها يسهل علينا التقدّم والرقي
تقبل تحياتي
و أعتذر عن أي سوء
قد أكون أشرت إليه دون قصد


رد مع اقتباس