[يزيد فاضلي]

...شكرَ اللهُ لكَ-أخي الكريم عامر الناعبي-هذه الإطلالة الإيمانية الشرعية ( التأصيلية ) لظاهرةِ ( الوسوسة ) ورهاب هاجسها النفسي ( البسيكولوجي ) الذي قد يَقضُّ مضجعَ الإنسان في حين غفلةٍ من إيمانٍ صحيحٍ،راسخ العقيدة..أو في حين وجودِ ثغرةٍ نفسيةٍ في توازن شبكةِ النفس والعقل السوية داخلَ نسيج الكِيان البشري القويم (( ولقد خلقنا الإنسانَ في أحسن تقويم ))...

ولعلَّ سلاحَ المؤمن الفعَّال الذي لا نزايدُ عليه أو نتجاوز،يتمثلُ-كما أشرتَ أخي الكريم-في استدامةِ الذكر والتسبيح والاستغفار لله تعالى-وفقَ التسابيح والأذكار القرآنية أو تلك التي أثرتْ بالتواتر عن نبينا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه-واستدامةِ الشعور والإحساس اليَقيني بـ ( مَعِيَّتِهِ ) سبحانه جلَّ وعلاَ (( وهوَ مَعَكُمْ أينما كنتم ))...

ومعروفٌ-يَقيناً وإيماناً-أن الرمية السديدة في نحر الوسواس الخناس،تكمنُ في دوام الاستعاذة منه كما أمرنا ربُّنا سبحانه وتعالى أن نفعل في سورة فصلت : (( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))...

وعندما طلبَ طالبُ علمٍ من الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله شرْحَ هذه الآية وتوضيح أسرارها،قال له :

(( أرأيتَ يا بني لو أنكَ مررتَ على قطيع ماشيةٍ،يقوم عليه راعٍ وكلبُ حراسةٍ له..أرأيتَ لو هاجمكَ الكلبُ ما أنتَ فاعلٌ..؟؟ قال الطالبُ : أصدًّهُ بحجَر..فقال الشافعيًّ : إذنْ سيذهبُ لكنه سيعودُ..!! فقال الطالبُ : إذن ماذا أفعلُ يا إمام..؟؟!!! قال الشافعي : الحلُّ الأمثلُ أن تطلبَ من مولاه الراعي أن يَحجُزَهُ..!!! ))

ويالهُ من شرْحٍ وعِظةٍ بليغةٍ..!!

شكرَ اللهُ لكَ أخي عامر...