[يزيد فاضلي]

...عندما رأتْ عيني مئات المئات من جثامين الأطفال والرَّضَّعِ والنساءِ والرجال العُزَّلِ الذينَ قتِلوا في صمتٍ بالسلاح الكيماوي ( في ريفِ الغوطة )..وعندما ترى عيْني سقوط َ العشرَاتِ من أهلنا وإخواننا هنا وهناك..تنحبسُ دمعة ٌجافة ٌفي مَحاجرها،وتقفُ غصَّة ٌ-كالشوكةِ-في الحَلـْق لا تنبلعُ،ولا يَسَعُني فِعْلُ شيءٍ سوَى التكتمِ على غيْظٍ دفينٍ وأنا أرددُ بيني وبين نفسي :

لِمَ كلُّ قطرةِ دَمٍ عزيزة ٌفي هذه الدنيا غيْرَ دَمنا-نحن المسلمين-الذي صارَ من الرَّخَصِ والهَوانِ بحيثُ يُستبَاحُ لداعٍ أو لغيْر داعٍ..؟؟!!! أمَا لوجْهٍ إنسانيٍّ يَحْمَرُّ-ولو خجَلاً-ثأراً له..؟؟!! هل عدالة الأرض تستأسِدُ في كل الاتجاهات..فقط وفقط تقفُ عند حدودِ هذا الدم المسفوح..؟؟!!!

بَيْدَ أن يَقيني-كمسلمٍ مؤمنٍ-يرتـَدُّ له صوابُهُ وتعودُ إليه بصيرتـُهُ لمجردِ أن أقرأ في كتاب ربي..فأومنُ إيماناً لا غبَشَ فيه ولا ريبَة أن هذا الدمَ البريئَ إن لمْ تثأرْ له عدالة الأرض فإن عدالة السماءِ الأزلية ماضية بإذن ربها في إنفاذِ سُننِها الخالدة...

إني سمعتُ اللهَ تعالى يقولُ في الآية ( 38 ) من سورة الأنفال : (( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ ))..

واللهُ لا يُخلفُ الميعادَ أبداً..أبداً..!!