[يزيد فاضلي]

...حين تضيقُ الأشياءُ-رغمَ سَعَتِهَا-في حدقةِ العيْن الحَرُورة..!!

...حينَ يَعْسُرُ التنفسُ-رغمَ امتلائها بأنسام الفجْر-في الرئةِ الغرثى..!!

..حين تتصلدُ الأنامل بَرْداً-رغم اندفائها الطبيعي-بين يَدَيْ خفقةِ قلبٍ تعوبةٍ..!!

..حين تمتلئُ صواري الأذن لحوناً من صَخَبِ الضجةِ الرعناءِ-رغم انكفاءِ الصمتِ الذي يملأ المكان-فتصِخُّ ويتلوَّى صاحبُها..!!

..حين تضيقُ..وحينَ يَعسُرًُ..وحينَ تتصلد..وحينَ تمتلئُ..قطعاً سينطوي العُمُرُ في سِجافِ لحظةٍ مَّا..نبحثُ في صندوقِها المبعثر عن إكسيرها الذي ستتسعُ به الأشياءُ الضيقة..وسيسهُلُ بها ما استعسرَ من ضيق النفـَس..وستلينُ الأناملُ في قِماطهِ دفئًا بعدَ برودةٍ..وستكِفُّ به الأذنُ عن صخِّهَا بما استعذبتْهُ اللحظة ُمن شَجْو الألحان الماتعة..!!

هكذا-أختي البديعة ريـم-إخالُ ما انقدحَ من معاني في قلمِكِ الجميل وهو يكتبُ هذه ( اللحظة ) التي صارتْ في الحِسِّ عُمْراً..!!

كأني بكِ-وأنتِ تناجينَ-بقول شوقي رحمه الله،يتغنى بين النجوَى والكلماتِ بقوله :

قد يَهونُ العمْرُ إلا ساعة ً** وتضيقُ الأرْضُ إلا مَوْضِعَا..!!

سلمتِ-سيدتي-وسَلِمتْ فيكِ أمانيكِ العِذاب...