[يزيد فاضلي]

...وإنَّ وجودَ الملائكة الأطهار بمَعيَّةِ الإنسانِ-أختي الكريمة مملكة الطموح-لهُوَ تكريمٌ وتشريفٌ في حد ذاتِه له مِنْ حيثُ دَرَى ذلكَ أو لمْ يَدْرِ...

إنه تكريمٌ بمَعِيَّةِ الحِفظ..والرعاية..والمراقبة..فشيْءٌ طبيعيٌّ أن يتولدَ إحساسٌ عند المؤمن الصادق يغمِرُهُ بالرِّقةِ في مشاعرهِ والتهذيبِ ونشدان الاستقامة في إسرارهِ وإعلانِهِ،فهو حريصٌ دائم الحِرْص أن يَرَاهُ اللهُ تعالى حيثُ تحبُّ ملائكتـُهُ الكرامُ أن تراهُ فتـُحْصي عليه ذلكَ في سِجِلِّ الرِّقابة..!!

إن الله تعالى أشارَ في أكثر من موْضِعٍ في كتابه المجيد إلى تلك المَعيةِ المَنوطِ بها حِفظ ابن آدم..وكلنا يقرأ في سورة الانفطار قولـَهُ جلَّ وعَلاَ : (( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ.كِرَامًا كَاتِبِينَ.يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ))...

يقول الإمامُ الحافظ ابنُ كثير رحمه الله تعالى :

(( ...يَعْنِي؛وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَمَلائِكَة حَفَظَة كِرَامًا،فَلا تُقَابِلُوهُمْ بِالْقَبَائِحِ فَإِنَّهُمْ يَكْتُبُونَ عَلَيْكُمْ جَمِيع أَعْمَالكُمْ.. ))..

ثم أوردَ الحديثَ النبوي-الذي رواه الحافظ البزَّارُ عن مجاهد-قوله صلى الله عليه وسلم:(( أَكْرِمُوا الْكِرَام الْكَاتِبِينَ الَّذِينَ لاَ يُفَارِقُونَكُمْ إِلا عِنْد إِحْدَى حَالَتَيْنِ؛الْجَنَابَة وَالْغَائِط،فَإِذَا اِغْتَسَلَ أَحَدكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ بِجِرْمِ حَائِط أَوْ بِبَعِيرِهِ أَوْ لِيَسْتُرهُ أَخُوهُ ))...

بوركتِ-أختي-على نقل هذه الإيمانياتِ العقائدية عن ملائكة الرحمان جلَّ جلالـُـهُ...