عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-08-2013, 08:27 AM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

افتراضي في ذكرى رحيل إنسان،،


كان اليوم هو الأربعاء،،

والتأريخ كان،،

17/7/2013

جاء الخبر مع بزوغ صباحاته،،

ومع أن الشمس قد أشرقت،،

إلا أن ظلمة الخبر تغشت بصري وبصيرتي،،

رحلت عنا جدتي،،

انتابني وانتابت كل تفاصيلي حالة سكون،،

توجهت مباشرة للمنزل،،

دخلت وكانت هناك ملامح كثيرة حولي،،

في تلك اللحظات،،

تجاهلتها كلها،،

فعقلي وقلبي،،

لم يكونا يفكران إلا في ملامح خالتي،،

خالتي التي كنت أنا وهي،،

في كل ليلة نذهب معا،،

إلى المستشفى لرؤية جدتي،،

مضيت بهدوء وقد حنيت رأسي،،

فلا أريد أن تلتقي عيني بأية عيون،،

دخلت إلى المنزل،،

ناداني قريب لي،،

رمزي،،

ذهبت إليه مباشرة،،

خاطبني قائلا،،

تريد أن ترى ((بيبيه))،،

في تلك اللحظة،،

شعرت وكأني أختنق،،

شهقت بقوة وهززت رأسي بالإيجاب،،

وكادت دموعي أن تخرج فمنعتها،،

فأمسك يدي ومضيت معه،،

طرق الباب ثم فتحه،،

قال ادخل،،

كان هناك كثير من النساء،،

كان هناك صوت نحيب يلوح في أرجاء المكان،،

وكانت جدتي مستلقية في وسطهم بلا حراك،،

مشيت وسكون يغمرني حتى انتهيت عند رأسها،،

نظرت لي خالتي،،

وقالت،،

رمزي إلى أين ستأخذني الليلة؟؟

((بيبيه راحت))،،


شعرت بزلزال يقصم قلبي،،

شهقت ومع تلك الشهقة بكيت،،

دموعي كانت تهرب مني،،

ومعها تتبعثر صور لساعات سبقت تلك الفاجعة،،

كنا بالليل معها،،

كانت هناك على سريرها نائمة،،

كطفلة وديعة،،

صور كثيرة انتثرت في مخيلتي،،

صورتها وهي مستلقية على سريرها،،

ويدها تمسح يدي ودموعها تسيل من خدها،،

بعد أن أصيبت بـ((الجلطة)) ولم تستطع الكلام،،

كانت تمسك يدي وتمسحها بأطراف أصابعها،،

كنا نتألم معها عندما نرى أن العبرة تخنقها،،

صورتها وهي تمسك يدي في النهار الذي كنت سأعقد فيه قراني،،

صورتها وهي تناديني تعال اجلس بجانبي وتغدى معي،،

صورتها وهي تمسك بالفاكهة لتعطيني إياها،،

صورتها وهي تناديني في يوم وفاة جدي وتبكي بحرقة،،

رمزي جدك قد مات،،

صور كثيرة مرت علي في لحظات،،

بكيت ساعتها،،

شعرت بشوق عارم،،

لسماع صوتها،،

لرؤيتها وهي تتبسم لي،،

............

............

............

مضت اللحظات،،

كفنت وحملناها فوق أكتافنا،،

وذهبنا بها إلى أرض الراحلين،،

وقفنا عند حافة قبرها،،

ودفناها ولا أدري،،

كيف استطاعت أيدينا نثر التراب عليها،،

ومرت الأيام على رحيلها عنا،،

وها قد بقيت ساعات قليلة،،

عن قدوم ذلك الضيف الذي ينتظره الجميع،،

كنت معتادا في كل عيد،،

أن أذهب إليها بعد صلاة العيد مباشرة،،

لأبارك لها وأهنئها بالعيد،،

وتسمعني تلك الكلمات الجميلة منها،،

ولا أدري غداً إلى أين أتوجه،،

يؤلمني كثيراً،،

شوق مسامعي لصوتها،،

ويؤلمني أكثر،،

تلاشي صوتها من داخلي،،

أتمنى لو تعود بي الأيام،،

ولو لدقائق معدودة،،

فأراها أمامي وأحضنها وأقبل رأسها ويدها،،

أتمنى لو تعود بي الأيام،،

ولو للحظات،،

فأخبرها أنني أحبها،،

وأن قلبي لا يطيق فراقها،،

أتمنى لو تعود بي الأيام،،

لأخبرها،،

أنه لا عيد لنا هذه السنة،،

فقد رحلت الفرحة من قلوبنا برحيلها عنا،،

ختاما،،

وفي آخر يوم من أيام الصيام،،

أقول،،

اللهم إني أسألك أن تغفر لجدتي،،

وتنير قبرها وتبشرها بالنعيم المقيم،،

وتؤنس وحشتها وأن تجعلنا ذخراً لها،،

وأن تجمعنا بها في دار كرامتك،،

أحبة على سرر متقابلين،،

كما قال الشاعر:

فإن لم نلتقي في الأرض يوما،،

وفرق بيننا كأس المنون،،

فموعدنا غداً في دار خلد،،

بها يحيى الحنون مع الحنون،،


في ذكرى رحيل:
عائشة الشيزاوي،،
__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس