عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23-07-2013, 05:33 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...عقيدة الإيمان بحياةِ القبر-أخي الكريم بوميْحد-عقيدة غيْبية ٌبَدهيَّة ٌواضحة ٌكل الوضوح ولا إشكالَ لنا فيها-ولله الحمد-نحن المسلمين ؛ أتباع النبي صلى الله عليه وسلم،لا يُماري فيها إلا أولئكَ الذين يُعانونَ في عقولهم الباطنة زعزعة ً إيمانية ًأو خللاً عقائديًّّا أو فراغاً ناتجًا عن جهلٍ دفينٍ بما وردَ في كتاب الله تعالى-وأجمعَ عليه سلفٌُ هذه الأمة وخلفـُها من العلماء والمفسرين الثقات-وبما وردَ في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة الصافية المُحققة الممحصةِ تمحيصاً علميًّا عاليًّا متناً وسَنداً...

المتصفح لكتاب الله تعالى-أخي الكريم بوميحد-يُدركُ عن علمٍ ودرايةٍ أن الـ ( 114 ) سورة ً،بمكيِّها ومدنيِّها،تدورُ معانيها ومراميها وغايَاتها الكبرى على خمسةِ محاورَ لا سادسَ لها :

المحور الأول : اللهُ خالق هذا الكون ( بأسمائه الحسنى وصفاته العليا )..

المحور الثاني : الكوْنُ والموْجوداتُ الدالانِ على خالقهما...

المحور الثالث : البعثُ والجزاءُ وعالَمُ الغيب...

المحور الرابع : القصصُ القرآني...

المحور الخامس : التربية والتشريع...


ونحن-أخي بوميْحد-لو تأملنا جيداً في هذه المحاور القرآنية سنجدها بالفعل جامعة ًمانعة ًشاملة ً،بحيثُ أن كلَّ ما قد يتبادرُ إلى ذهنكَ من أفكار قرآنية..أو معاني قرآنية..أو مسائل قرآنيةٍ...لمْ ولنْ ولا يمكنُ أن تخرجَ عن واحدةٍ من هذه المحاور الخمسة التي تحدثَ فيها علماؤنا وفصلوا وبينوا...

ولنا أن نعود-مثلاً على سبيل المثال لا الحصر-إلى كتاب ( المحاور الخمسة للقرآن الكريم ) لفضيلة العلاَّمة الكبير الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى-وهو من خيرة علماء الأزهر الشريف ومن أثقل دعاة العصر-لنقف على الأمر وقفة ًعلمية ًعقائدية ًراسخة...

إذن نلاحظ-أخي الكريم-أن من أهم محاور القرآن الكريم الخمسة ؛ محور : البعث والجزاء وعالم الغيْب...

وهو محورٌ،قالَ عنه كلُّ علمائنا الثقات بوجوب الإيمان المطلق به ووفقَ ما وردَ عنه في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة...

والبعث والجزاء ؛ يشملان تفاصيلَ ( رحلة الخلود الأبدية ) التي كشفَ عنها القرآن الكريم أو التي أطلعَ اللهُ نبيَّهُ الكريمَ بها وبلغها لنا،في غير أن تزيَّدَ عليها بآرائنا وعقولنا القاصرة المحدودة الكليلة،ودون أن نتوغلَ فيها بالتقعُّر الفلسفي الممجوج،لأنه-ببساطة-يستحيلُ التزيد فيها وهي غيْبٌ ولا قدرة لنا-مهما زعمنا وتفيْقهنا وشطحتْ عقولـُنا ذهاباً وإياباً أن لنا القدرة-في اختراق حُجُبِ الغيب والذهاب لعالمه ثم العودة لنحدثَ الناسَ بما رأينا..!! فمن من الأولين والآخرين وقفَ يوماً وقالَ : أيها الناس لقد رحلتُ لعالم البرزخ أو الآخرة وعدتُ لأكشف لكم ما رأيت..؟؟!!! مَنْ يجرؤ ويقولُ بهذا السفه الجنوني مهما زعمَ علماً أو زعَمَ بوسائله التقنية والتكنولوجية أنه يستطيع..؟؟!!!

البعث والجزاء ؛ يشملان تفاصيل الانطلاقة بمجرد الغرغرة وخروج الروح وانفصالها عن جسد صاحبها،ليدخلَ الإنسانُ في حياة القبر التي سمتها العقيدة الإسلامية ( برزخاً )،والبرزخُ في معنى الاصطلاح اللغوي،يَعني : الشيءُ المحصور المحجوز في زاويةٍ معينةٍ أو في مجالٍ معينٍ،لا يستطيع تخطيه أو تجاوزهُ...

وحياة القبر بالفعل-وفق هذا المعنى الصحيح-برزَخٌ محجورٌ،إذ أن الإنسانَ فيه،لا هو يستطيعُ أن يتراجع ويعودُ للحياة الدنيا،ولا هو يستطيعُ التخطي والذهاب للآخرة..!!!

إنه في القبر-كما ورد في عشرات الأحاديث النبوية الصحيحة المتواترة-يعيشُ مرحلة ًقسرية ًبين مرحلتيْن : مرحلة الحياة الدنيا ومرحلة الحياة الأخروية ؛ يوم القيامة التي تبدأ بالبعث فالحشر فالحساب فالمرور على الصراط لتتوزع الخلائق على منازلها (( يا الجنة أبداً أو النارُ أبداً )) كما قال الصادقُ المعصومُ صلواتُ ربي وسلامُه عليه...

صحيحٌ أن القرآن الكريمَ لم يكشفْ صراحة ًعن ( عذاب القبر أو نعيم القبر ) بصريح هذه العبارة،ولكنَّ علماءَ التفسير أشاروا إلى أن القرآن أومأ في مواضعَ كثيرة إلى هذا العذاب وهذا النعيم،الخاصَّيْن بحياة البرزخ في القبر...

منها مثلاً قولـُهُ تعالى في الآية 46 من سورة غافر-عن آل فرعون-: (( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ))...

في هذه الآية-كما أجمعَ علماءُ التفسير ؛ الحافظ ابن كثير والقرطبي ومحمد بن جرير الطبري والرازي وصاحب المنار وابن السعود وغيرهم-إشارة قوية ٌواضحة ٌإلى وجود عذاب القبر...

أين الدليلُ بالضبط في هذه الآية..؟؟

الدليلُ هو قوله تعالى : (( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا.... )) أي أنهم يُعذبُون في النار صباحاً ومساءً،بُكرة ًوأصيلاً في القبر..فالنارُ هنا خاصة بحياة القبر بدليل أن الله تعالى قال بعد ذلكَ : (( ....وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )) أي ويوم تقوم الساعة وتأتي مرحلة القيامة والآخرة،عندئذٍ يُلاقونَ العذابَ الأكبر في جهنم الموعودة...

إذن (( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا )) أينَ..؟؟ هنا في فترة الحياة الدنيا وهم في قبورهم،ينتظرون فيها بما شاء اللهُ لهم أن ينتظروا إلى أن تأتي المرحلة الموالية-وهي مرحلة القيامة والآخرة بعد البعث-حينئذٍ يكونون على موعِدٍ مع العذاب الأكبر الأشد...

وللوقوف على التفاصيل..أمامنا تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله ( المجلد السادس ) صفحة : 358 وما بعدها لنزدادَ علماً ويقيناً بعِلم علمائنا الثقات الرسوخ ويَقينهم...

ومنها مثلاً-أخي بوميْحد-هذا المثال القرآني الثاني...

يقول تبارَك وتعالى في الآية 25 من سورة نوحٍ-عن قومه الذين أدَّبَهُمُ اللهُ بعقوبة الطوفان المُغرِق- : (( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ))...

تأملْ معي-أخي-جيداً السياقَ الإعرابي اللغوي في قوله تعالى هنا : (( ...أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا.... ))...

نحنُ-أهل اللغة-نعلمُ جيداً أن حروفَ العطفِ في لغتنا عشرة..كما في ( الأجرومية ) لابن آجروم وكما في ( الألفية ) لابن مالك وكما عند غيرهما...

وفي دراساتنا اللغوية النحوية درسنا أن هذه الحروفَ-وهي حروف معاني-تتحدُ في عملها الإعرابي كوْنها حروفَ عطفٍ مبنية ٌعلى حركتِها تَعطِفُ عاطفاً على معطوفٍ عليه فتشركه في الحُكم،إلا أنها تختلفُ عن بعضها في المعاني...

فالواو-مثلاً-للتشريك..و أوْ للتخيير والشك..و أمْ للتعيين والمفاضلة..ولكنْ للاستدارك الاستطرادي..وبل للإضراب...وثم للترتيب والتراخي...وهكذا...

ولَمَّا كانَ القرآن الكريمُ عربيَّ اللسان،فصيح المعنى،بليغَ اللفظ،مُحْكَمَ العبارة،فإن العربَ الأقحاحَ الأوائل الذين نزلَ فيهم-وهم أهل الفصاحة والبلاغة والجزالة-يُدركون تماماً أن كل كلمة..كل حرفٍ،يوردهُ القرآنُ الكريمُ لابد أن يَردَ بالضبطِ في سياقهِ الفصيح البليغ الجزْل...

لقد عطفَ اللهُ تعالى هنا-في هذا الجزء من الآية-العاطفَ على المعطوف عليه بحرف العطف ( الفاء )...

فما الذي تعارفَ عليه العربُ الفصحاءُ بخصوص معناها..؟؟

إن الفاءَ ؛ تفيدُ عَطفَ الترتيب...أي ترتبُ حُكمَ العاطفِ على المعطوف عليه في الذاتِ والحدث...

وعطفُ الترتيب نوعان كما يقولُ النحاة :

نوْعٌ يفيدُ الترتيبَ في المعنى،بحيثُ يكونُ المعطوفُ لاحقاً ومتصلاً بلا مُهلةٍ،مثل قوله تعالى : (( الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ))...

ونوعٌ ثانٍ يُفيدُ الترتيبَ مع التعقيب السريع،مثل قولنا : خرجَ الأستاذ فالتلميذُ...

إذن..فـ ( الفاءُ ) في قوله تعالى : (( .......أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا....... )) حرف عطفٍ مبني على الفتحة يُفيد الترتيب والتعقيبَ السريع المباشر،أي : أنهم بمجرد ما تم الموتُ بالغرق دخلوا النارَ بعدها مباشرة..وهي إشارة واضحة لنار القبر في فترة البرزخ،لأنه لو كان المقصودُ بالنار نارَ يوم الآخرة التي ستأتي لاحِقاً،لكانَ سياقُ الفصاحة والدقة اللغوية المعنوية أن يستعملَ الله تعالى حرفَ العطف ( ثم ) الذي يُفيدُ التراخي الزمني في ترتيب المعطوفيْن على بعضهما...

ولأنبهْ-أخي الكريم-إلى خطورة أن يتناولَ المسلمُ دلالاتِ المعاني في فهم القرآن دونَ أن يكونَ له في رصيده العلمي حظ وافرٌ من علوم اللغة ( بنحوِها وصرفها وإملائها وبلاغتها ولسانياتها )...

إنه بهذا الشكل سيقع في فوضىً جهلاءَ لا أولَ لها ولا آخر...

العِلمُ...العلم...العلمُ أولاً....إنه المفتاحُ الأول والأخير والوحيد الذي نلِجُ به فهْمَ القرآن الكريم وفهمَ السنة النبوية الشريفة وفهمَ الدين كله...

أما الأحاديث القولية الثابتة،المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من الزخم والكثرة والشيوع بحيث لا نكادُ نجدُ مسنداً أو جامعاً صحيحاً في الحديث إلا وأوردَ في ( عذاب القبر ونعيمه ) أحاديثَ وجعلَ لها أبواباً قائمة بذاتها...

من ذلكَ مثلاً ما رواه البخاري من حديث شعبة،عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة ، رضي الله عنها، أن يهودية دخلت عليها فقالت أعاذك الله من عذاب القبر،فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر؟ فقال "نعم عذاب القبر حق". قالت عائشة فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدُ صلى صلاة إلا تعوّذ من عذاب القبر...

ومن ذلك مثلاً ما رواه الإمام أحمد في مسنده ومالك في موطئه...قال الإمام أحمد حدثنا إسحاق، أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار. فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله، عز وجل،إلى يوم القيامة"...

ومن ذلك حديث صاحب القبرين اللذين يُعذبان و (( ...أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير.. )).!!!

السنة مليئة بالحديث عن هذا الشأن الغيبي الذي نؤكد فيه-أخي-أنه لا يجوزُ الخوض فيه بإعمال الرأي والهَوى والعقل المجرد،لأنه ليس من مُدركات العقل المحسوسة حتى نبدأ بالتفلسف والتحذلق وبالخبط العشواء هنا وهناك هرطقة ًودجلاً...

ثم-أخي-الحديث عن غيْب البرزخ لا ينبغي أن يمتد بين المسلمين بالإسرائيليات وخزعبلاتها التي تصدر عن مصادر ومراجع ( لاهوتية ) أخرى،لا تمُتُّ بصلةٍ بمرجعياتنا قرآناً وسنةً وإجماعاً..لأن هذه المصادر قامتْ في الأساس على معتقداتٍ تحريفيةٍ أو وثنيةٍ تتصادمُ في المُجمَل معَ بَدَهياتِ العقيدة الإسلامية التي نـَدينُ لها بالإيمان المطلق والولاءِ والبَراءِ...

ما معنى أن يُحدثني شخص عن ميتافيزيقا العوالم الأخرى من مخطوطاتِ الهيْكل أو إفرازاتِ الدجاجلة من مهرطقي السحرة والمشعوذين ثم يقول لي : خذ هذا الكنز الغيبي،تتعلم منه رحلة الخلود إلى الدار الآخرة..!!!

أيُّ سفَهٍ..وأي دَجلٍ..وأي جهلٍ وأميةٍ وانغلاقٍ وتخلفٍ فكري هذا الذي يُشاعُ-باسم المعرفة-في عقائدنا الثابثة..؟؟!!!

أيُعقلُ أن نتركَ الصحيح الصافي السامي الواضح الوضيء من كلام ربنا الذي فهمناه تحت أنوار العلم الراسخ،وهو النور الحقيقي الذي ورَّثه النبي صلى الله عليه وسلمَ لنا إلى يوم القيامة،نتركُ ذلك ثم نلتفتْ إلى هذه القماماتِ الفكرية التي تسربتْ-من الملل والنحل الأخرى العفِنة الباطلة-نتحدث بها ونشيعُها في ما بيننا..؟؟

نحن قد ندرسُ أفكار الغير..وفلسفات الغير..وقد درسنا أفكار الغيْر وتبحرنا-ولله الحمد-في فلسفات ومذاهب ومعتقدات وأساطير الغير وقطعنا شوطاً كبيراً في استيعابها بين يَدي علمائنا وأساتذتنا في الجامعات المختصة ومعاهد الدراسات العليا..درسناها وفهمناها-برسوخ واقتدار-لا لكي نروجَ لها..ولا لكي نتبناها..ولا لكي نشيعها بين العباد...لقد درسناها لنؤكد-عند مناقشتها وتمحيصها-أنها لا تعدو في النهاية أن تكونَ أمام مصادرنا وينابيعنا الإسلامية الصافية مستنقعاتٍ نجسَة ًوبقايا الجهل والأمية والتخلف التي تجمعتْ في مجمع القمامة الفكرية،ومكانها الطبيعي هو مزبلة الزمن ليس إلا..!!

هذا-وايمُ اللهِ-هو حجمها الطبيعي بين العلوم والمعارف الإنسانية الحقة..!!

فاللهمَّ-يا رب-أخرجنا من ظلماتِ الوهم..وأكرمنا بنور الفهم..وافتحْ علينا بمعرفة العلم...

اللهمَّ-يا ربب-ندعوكَ تضرعاً وخِيفة ًكما دعاكَ حبيبُكَ ونبيًّكَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم أن تجعلَ القرآنَ الكريم ربيعَ قلوبنا وشفاءَ صدورنا وذهابَ همنا وغمنا وكربنا..وأن ترزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة ًونعيماً..

وتقبل الله منا ومنك الصيامَ والقيامَ وصالحَ الأعمال...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 25-07-2013 الساعة 04:14 PM
رد مع اقتباس