[علي محمد الشحي]

استيقظت فجأة،،

أفقت على صوت يناديني بصوت مبحوح ,,من أين ؟؟ لا أعرف ،،

فارقني الجسد،،حملت روحي مهرولا نحوه بلا جدوى،،

أيقنت حينها أني تائه لا محالة،،

سارت بي روحي على الرصيف،،

تدحرج علبة فارغة بساق ضبابية،، مسحت التراب عن خدي ليسقط أمامي بقناع أبيض،،

حاولت البكاء فلم أقدر ،،

فدموعي رحلت هي الآخرى لعالم مجهول،، عالم راودني كالحلم مرار ,،

أظن أطلق عليه العالم الآخر،، وقف النبض بين فرائصي وتجمد كالصخر البركاني ،،

فشلالات الدم الجارفة جفت من مجاريها، فلا شوق ولا حنين ،،

هناك من بعيد،، يلوح سراب ماء،،

لا أعيرة أي اهتمام فلست بالحاقد على المياه،، ولكني رغم ضمأي الشديد لا أشعر إلا برغبة شديدة في عدم الشرب،،

أمشي وحيدا في صحراء حارقة بدون ظل،، بل أبحث عن ظلي ولا أجده ،، أهرول بلا أثر ،، هرولت هرولت,,

لا أجد خطاي أبدا ،فلا أستطيع معرفة المسافة الفاصلة بيني والمجهول،،

و رجل عجوز لوح لي بيد مبتسما من بعيد بأني سأصل بعد ألف مليون خطوة واختفى،،

،،أنادي بالسماء أن تكف عني همسها،، فالهمس أثقل كاهلي كأني أحمل الحروف على رأسي والطير تأكل منه ،،

وأعصر النبيذ لأقدمه لأفواه كالكهوف،، تبللت شفاهها باللون الأحمر،،

وقفت فجأة مودعا روحي حيث أني لا أرغب بالرحيل فقد حاولت منع نفسي من الرحيل لكن تركني الجسد

ورحل بدون وداع حتى،،

تبعثر إسمي وسقطت حروفه في مستنقع من الأسماء المكسرة،،

تبخرت من روحي وسألت من أنا فناداني الصدى بهاه هاه لا أدري،، تبا لك يا هذا ،،ألا تبت يداك،،

فقد كنت يوما شيئا ما والآن لا تعي ولا تبصر،،

إذا،، وداعا أيتها الروح الغالية ،،

فقد كنا يوما أصدقاء والجسد،،

اليوم لا جسد ولا روح ولاحتى أنا،

إلا التراب هناك في حفرة من التراب وإلى التراب،،،،


مودتي ...