[يزيد فاضلي]

...شيءٌ جميلٌ جدًّا-أخانا الكريم الأستاذ الراسبي-أن يتلفتَ العقلان ( الباطن والواعي ) إلى ربْطِ الحاضر بالماضي عبْرَ الرحيل إلى أعرافِ الآباءِ والأجداد والعَمْل على استمرارها والتفاعل معها واستحضارها-كمواريث إنسانية-تمتن الصلة بين الجيل اللاحق والسابق بما يَحفِظ الهوية ويزيدُ من الإحساس بالاعتزاز ويقطعُ الطريقَ عن زوابع التغريب والتمييع الحضاري التي تكادُ لا تـُبِقي ولا تذَر...

عَلاَّمَة عِلم الاجتماع الكبير عبد الرحمان بنُ خلدون كان يقول دائماً : (( الحاضرُ غرسُ الماضي،والمستقبَل جَنْيُ الحاضر،والتاريخُ سِجِلُّ الزمن لحياةِ الأقوام والأفراد والأمم... ))،وأعرافنا الموروثة عن آبائنا وأجدادِنا جزءٌ أساسٌ من نسيج مقوماتِ الهوية التي لا تكتملُ إلا بها،ومادامتْ لا تصطدمُ مع مبدأ من دِينٍ أو فِطرةٍ فما من شَكٍّ أن التفريط فيها أو تعريضِها للتناسي والزوال والاندثار جريمة حضارية ٌ،بل خيانة ٌشرفية ٌلماضي الآباء وتراثهم..!!

وشعبُ السلطنة الشقيق الكريم واحدٌ من الشعوب العربية المسلمة التي لها ماضٍ وتراثٍ وإرثٍ مميز...وسواءٌ أكانَ الإرثُ هو هذه الـ ( اليولة ) أو كانَ غيْرَها،فمن حقكم أن تسعَوا إلى تحصين مآثركم التراثية وتأصيلها انثروبولوجيًّا وتنقيتها من التهجين والدخن الذي يناوشها من هنا وهناك...

شكراً-سيدي الكريم-على هاتيكم الإطلالة المنقولة..وشكرَ اللهُ لكاتبها الأصيل...ودمتما ذخراً لوطنيْكُما...