[يزيد فاضلي]

...مع كَوْن قناعتي الأدبية الراسخة-أخي المبدع الكريم مفيد-تستهجنُ أيُّما استهجانٍ مُجاوزة التلميح في ترجمةِ مشاعر التعبير عن خلجاتِ النفس وخبايَا عنفوانها تجاه جمالياتِ الأنوثة إلى التصريح الذي لا يُداري-باسم فنيةِ الإبداع أو إبداع الفن-أيَّ مستوًى في الوصف والتوصيف في أنوثة المرأة..ورقة المرأة..وعذوبة المرأة،مُجاراة ًمع مبدأ الرمزيين المعاصرين ( الفن للفن )..وهو الشعارُ الذي يدورُ في أقنومه كثيرون كثيرون،ممن لا تستسيغ ذوائقهم المنفلتة أن توضَعَ هناكَ ضوابط معينة-ولو كانتْ أعرافاً ودينَ مُجتمَعٍ-على اعتبار أن أيَّ ملمَحٍ أخلاقي أو ديني أو عُرفي،يقيدُ حركة الفكر ويَحجر على طاقة الإبداع الكامنة من أن تنطلقَ انطلاقتـَها الحرة الحقيقية...

ومع كوْن قناعتي-أخي المبدع-أن ترجمة العنفوان الشعري لدوحة الأنوثة ممكنٌ أن يتم-فنيًّا وجماليا ودراماتيكيًّا،بل ويمكنُ أن يرحلَ في عنفوان الوصف إلى أقصى نرجسياتِ الإلهام-وليسَ بالضرورة أن يكون بـلغةِ ( العريس والعروس ) و ( الليلة الحمراء والظلماء ) و ( المايوه ) و( بصدرها الشهواتُ تختنق ) و..و...وما اشتـُقَّ عن هذه الألفاظ والعباراتِ أو تفرَّعَ عنها..

مع كون قناعتي الأدبية المبدئية هي هذه-في غير أن أفرضها على الآخرين-والتي صارتْ مع التجربة وتلاحق الأيام تتأكدُ عندي دائماً،إلا أنني لن أخفي أبداً إعجابي وإكباري بصنعتِكَ الشعرية في رصْفِ المبنى على المعنى..في قدرتِك الملحوظة على تغزير اللفظِ في اتجاه الحبكة الشعرية وتطويعه في قالبٍ فنيٍّ،لا ينبو فيه زحافٌ من علةٍ أو ترفيلٌ عن قافيةٍ...وهذا في حد ذاته إبداعٌ لا تـُغمَط القصيدة فيه...

سَجلْ-سيدي-حضوري وإعجابي البنيَوي في ما نثرتْ قريحتـُكَ هنا-على اختلافي معكَ في الوسيلة التي عبرتَ بها عن الأنوثة-ودمتَ بيننا مبدِعاً متألقاً...