[ام ابراهيم]

[quote=يزيد فاضلي;184718]...أحسنتِ-أختنا الكريمة أم إبراهيم-وأجدتِ في الوصف والتمثيل...

نعَمْ..فما حياتُنا-طالتْ أو قصُرَتْ-إلا جزيْئاتٌ من أرتال العُمُر،تضامَّتْ في ما بينها،لنكونَ نحن كما رسمتنا المشيئة العليا في قضائها الذي أمضاهُ القدرُ منذ الأزل...

ولما كنا ستاراً لقدر اللهِ في الأرض فإنَّ حياتـَنا تمضي وتمضي،فما ينبو فيها المضاءُ على غير النسَق الذي قرَّرَتـْهُ السنة الربانية الجارية منذ البدء ؛ يَوْمٌ نـُسَاءُ..ويومٌ نـُسَرُّ..!!

أو كما قالَ أبو البقاء الرندي :

لكل شيءٍ إذا ما تمَّ نقــــــصانُ ** فلا يُغرُّ بطيبِ العيْش إنــسانُ
هي الأمورُ-كما شاهدتـُها-دُوَلٌ ** مَنْ سَرَّهُ زمنٌ ساءته أزمَانُ..!!

حياتنا أنشودة ٌصيغتْ ألحانـُها الدائمة على لحون الدمعة التي تعقِبُها بسمة أو العكس..!!

و( شقاوة الإناءِ أو سعادته إنما تتحددُ وفقَ ما يحتويه..ووفقَ ما ينضحُ به ) كما قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ذات مرة...

والناسُ إنما يُوزنون بمَدى الأثر والتأثير الذي خلفوه مع بعضهم في عِشرةٍ طويلةٍ أو قصيرة...

فواحدٌ كألفٍ في أثره الطيب الذي سَعِدتْ به الدنيا والأنام..وألـْفٌ كأفٍّ في وجودهم الثقيل البليد على وجه الغبراء..!!

واحدٌ،يصدقُ فيه قول القائل :

حلفَ الزمان ليَأتِيَنَّ بمثلِه ** حنثتْ يمينـُكَ يا زمانُ فكَفـِّــر..!!

وآخرُ،أقلُ ما يُقالُ فيه وفي وجوده :

قلْ للثقيل ابن الثقيل ابن الثقيلة ** ضاقتْ على ثقلائكَ الأرضُ الثقيلة..!!

أو فيه يُقالُ بعدما تندسُّ بقايَاهُ تحت التراب :

اللهُمَّ لا شمَــــــاتَ بميِّتٍ ** ولكنْ زوالَ القحطِ بُشرَى للوَرَى..!!!

فلينظرْ أحدُنا أيَّ الإنسانين هو في هذه الحياة وبين الناس..؟؟!!

وشكرَ اللهُ لكِ هذه الومضةِ البليغة أختي الفاضلة الأصيلة...[
بوركت يمناك أخي يزيد أشكرك على هذه الومضه