الموضوع: الحب فالله
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28-03-2013, 11:18 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...وهل سمِعَ المُحبون والواصلون وأربابُ الصَّبَا والوجدِ-أختي الوضيئة محارة فكر-بحبٍّ،يُبرِّحُ في القلب نبضتـَه ويُوسِعُها أشواقاً وأنواراً مثل ذلك الحب العظيم بين العبد وربه أو الذي يتفجرُ رافداً عنه بين المؤمن وأخيه المؤمن..؟؟!!!

الحب في الله-أختي-ولله هو خلاصة الإشراق والنور والصفاء والنقاء التي أوْدَعَها المولى عز وجلَّ قلبَ حبيبه المصطفى-صلواتُ ربي وسلامُه عليه-ليتنفسَها فؤادُ مُحمدٍ بين أصحابه الكرام..فكان حبًّا في الله وأي حُبٍّ..وكان إيخاءً في الإسلام وأي إيخاءٍ..؟؟!!

لأول مرة يجتمعُ عبدُ الله بن مسعودٍ العربيِّ القرشِي معَ صهيْبٍ بن سنان الرومِيِّ..معَ بلال بن رباح الحَبَشِيِّ..معَ سلمان الفارسيِّ...رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم...

لأول مرةٍ يجتمعونَ نبضاً واحداً..وشعوراً واحداً..ووجداناً واحداً..يجتمعون تحتَ مظلةٍ من الحب الرباني الواحدِ،فسقطتِ الاعتباراتُ الدنيوية كلها..سقط العِرْقُ واللونُ..سقط الجاهُ والسلطانُ والأبَّهَة..سقط الحَسَبُ والنسَبُ..سقطتْ كلُّ اعتباراتُ الجاهليةِ التي عبَدَها الناسُ في الناس قروناً مظلمة طِوالاً،ولمْ يبْقَ في الساحة من الحقيقة الإنسانية العارية إلا الحبُّ في الله والمؤاخاة الحقيقية في الله..

لقد كانَ سلمَانُ الفارسيُّ-رضي الله عنه-يستشعِرُ مزية الإسلام عليه،فكان حينَ يرى المفاخرين يفتخرون بقيْسِهِم وتميمهم..وبَكرهم وتغلبهم..ومُضرهم وهوازنهم..كان يبتسمُ في استعلاءٍ إيمانيٍّ لا نظيرَ لفخره وفخاره وهو يُسْمِعُ الدنيا اللغوب :

أبي الإسلامُ لا أبَ لي سِــوَاهُ ** إذا افتخروا بقيْسٍ أو تميمِ..!!

هنيئًا لكِ-أختي الوضيئة-واللهِ لقد جدتِ بنفسِكِ هنا بما لم يَجُدْ به غيْرُكِ ؛ (( الحبُّ في الله ))...

ربحَ البيْعُ في ما جالَ فيه قلبُكِ ومشاعرُكِ،وسبقتِنا-أختي-واللهِ سبقاً بعيداً..بعيداً جداً..!!

فيا ربنا...يا بديعَ السماواتِ والأرض..اجعَل اللهُمَّ قلوبَنا تلهجُ حبا فيكَ وبكَ،واجعلنا بهذا الحب الصادق المُخلِص جسورَ العابرينَ بأخوَّةِ أحبائنا المسلمين-أينما كانوا ووجدوا-تنبضُ بها أفئدَتنا وتجأرُ بها أرواحُنا،نبقى بها على العهد-بيضاءَ نقية كالثلج والبَرَد-إلى أن نرحلَ بها في رحلة البقاء والمُستقر الأخيرة،طامعين-في ذلةٍ وافتقارٍ-أن يشمَنا فيها قوله تعالى : (( الأخــلاَّءُ يومئذٍ بعضُهُمْ لبعْضٍ عدوٌّ إلا المتقينَ ))،وقولـُه الجليلُ : (( ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين ))..ونطمَعُ ياربَّنا أن يصلنا-يومَها-جلالُ ندائكَ العلويِّ،يومَ تنادي على شهود الخلائق : (( أين المتحابون في جــلالي..؟؟؟ ))..آمين..آمين يا رب العالمين...

جزاكِ اللهُ خيراً-أختي المؤمنة الأصيلة-على هذه التذكرة البليغة التي ذكرتِنا بها..ونضَّرَ اللهُ وجهَكِ دنيا وآخرة وأنارَهُ بأنوار رضاهُ وحُبِّهِ الخالد...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 29-03-2013 الساعة 12:12 AM
رد مع اقتباس