الموضوع: تمكين المعرفة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-03-2013, 06:46 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي تمكين المعرفة

تمكين المعرفة آخر تحديث:الأربعاء ,27/03/2013


محمد إسماعيل زاهر

بعد شعارات من قبيل مجتمع المعرفة ومدن المعرفة، يأتي تمكين المعرفة . شعارات نصادفها في هذا المؤتمر أو تلك الندوة، نعثر عليها في عنوان كتاب أو مقال، تتسم باللحظية وطبيعة العصر المتسارعة، لا يمكن الاعتماد عليها لوصف مرحلة ثقافية ما، أو تعميمها على عقد زمني معين، لا تلبث أن تخبو بعد فترة تعمل فيها على شغل الأقلام لا العقول، ولا يمكن الخروج بفكرة متماسكة بعد قراءة وتأمل كل ما يُكتب عنها .



ماذا يعني تمكين المعرفة؟ لقد رفع الاجتماع الأخير للناشرين العرب في الإسكندرية الشعار في سياق الحديث عن إشكاليات النشر في الوطن العربي، إشكاليات يعرفها كل متابع ولم تكن في حاجة أبداً إلى هذا الاشتقاق الجديد البراق والمستفز لكل مهموم بتلك المعرفة المسكينة، إشكاليات مؤبدة لن يفيد الشعار في الخروج بحلول ناجعة لها، فضعف التمويل والرقابة ورواج الكتاب والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية . . إلخ مسائل معلقة ولن يُقبل البعض على القراءة، ولن تختفي أشكال الرقابة المختلفة، ولن نجد الكتاب الخليجي في المغرب فور صدوره، إسهاماً من الجميع في تمكين المعرفة .



فلنترك المعرفة في حالها مؤقتاً ونلتفت إلى كلمة “تمكين”، فهي تحيل في الأفق الثقافي إلى “تمكين المرأة”، ذلك الاشتقاق الخلاب الذي ازدهر في أعقاب دعوة التقرير العربي الأول للتنمية الإنسانية لتحسين أحوال المرأة العربية، ولم يلبث بدوره أن اختفى بعد فترة من الجدل، وللمفارقة لم تسهم كل النقاشات حوله في أي ارتقاء ملحوظ في أوضاع المرأة، ويبدو أن بعض أقطار الربيع العربي تُدفع الآن لكي تعود إلى عصر ما قبل تحرير المرأة .



لم يشغل أحدهم نفسه بالبحث في آليات التمكين، ولا حتى بإلقاء نظرة على القوى الاجتماعية المنوط بها ترسيخه، ولا طبيعة النخبة أو التيارات الفكرية المنتظر منها إنتاج المعرفة أولاً، وترويجها ثانياً، وتمكينها ثالثاً .



ولم يسأل أحدهم ماذا نعني بالمعرفة؟ وهو مصطلح فضفاض له إحالاته الفلسفية والثقافية والمعلوماتية، ويستخدم أحياناً للدلالة على هذه الحقول بغموض يُميع المصطلح، غموض ناتج بالدرجة الأولى عن غياب نظرية عربية في المعرفة، أو أي إسهام جاد في الجدل المثمر حولها، وفي أحيان أخرى لا نجد فرقاً يذكر بين مصطلحي المعرفة والثقافة، حيث تتجول اللغة بينهما بدافع التنويع في المفردات .



إلى أين سيصل الشعار الوليد “تمكين المعرفة”؟ وما الإضافة التي سيقدمها؟ وهل سيرسخ في مدونة الثقافة العربية؟ أسئلة ستجيب عنها الأيام المقبلة، وحتى لا تتحول ثقافتنا بقضاياها إلى مجرد “طق حنك” .


جريدة الخليج
رد مع اقتباس