[يزيد فاضلي]

...إنها-أخي الحبيب البديع carpenter-لتذكرة عميقة غويطة،تبعَثُ في دُجَــى الأيام عِظاتٍ وعِظاتٍ..!!

أقرأ-أخي-هذه الأهزوجة الإيمانية،فيَرتـَدُّ إليَّ يَقيني في دنيَايَ التي أعيشُها،وفي لحظاتي التي تذوي بأشرعةِ العُمُر،فأراني لا ألوي على شيءٍ يُذكَرُ إلا على أصداءٍ أكادُ أسمَعُها في قرارة نفسي من غيْر أن يجهَر بها لساني،تتلو-في رهبةٍ وخشوعٍ-حقيقة الحقائق التي سيؤولُ المنقلـَبُ إليها في رحلة المطاف الأخيرة : (( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ))...

نعَمْ..إن أكبرَ استغفالٍ في حياة المرء أنْ ( يُخدَعَ بسَراب الخلود )..!!

وما أهوَنـَها دنيَا عندما نلتفتُ قليلاً إلى روادها الذين عافسوها حينا من الدهر،ثم إذ همْ فجأة أثرٌ بعْدَ عيْن..!!

فلا أدري-واحَــرَّ قلبَاهُ-أأرددُ فيها ما قالَ شوقي رحمه الله :

لها ضحِكُ القِيَان إلى غبـِـيٍّ ** ولي ضحِكُ اللبيب إذا تغابَــا..!!

أم أرددُ قولَ أبي الطيب في حالها حَيَالَ أهلِها :

نصيبُكَ في حياتِكَ من حبيبٍ ** نصيبُكَ في منامِكَ من خيَـال..!!

لكني سأردد-لنفسي ولغيري-خيراً من ذلكَ،قولـَه تعالى : (( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ))...

وبوركتَ يا نـُجَيْجـِــرَنا البليغ الجميل...