[يزيد فاضلي]

...( كذبة إبريل Poisson d'avril )..( فالنتينا Valentina )..( الرقم التشاؤمي 13 Chiffre pessimiste )..وغيرها وغيرها من تلك التقاليع الوافدة...

إنها-أختي البديعة المتألقة وهج الحرف-موْجاتٌ وموجاتٌ من لوافح ذلك الغزو الفكري والثقافي الوافد إلينا من هناك..من بلاد العم سام وسانتا كلويز وجان دارك..وما فتئتْ تـُغرقـُنا في التقليد الأبكم والأخرص والأعمى أو تكاد..!!

( كذبة إبريل ) واحدة من تلك التقاليع التافهة التي وفدتْ إلينا فصادفتْ عندنا-للأسف-ناسًا فارغين من كل شيءٍ إلا من ذات التفاهة التي يُقلدونها..!!

وإني دائماً عندما أسمعُ أو أرى شيوعَ هذه التفاهاتِ الاجتماعية بيننا،أتساءلُ في نفسي بغرابةٍ :

أإذا كانَ ولابد من التقليد الأعمَى لكل ما يَفِدُ إلينا من الغرب،فلماذا لمْ نفلحْ فقط إلا في تقليد قشوره الاجتماعية وتوافهه السلوكية..؟؟!!

إن المُضْحِكَ المُبكي في أمر الكثيرين عندنا أنهم يأخذون من الحضارة الغربية أتفهَ ما فيها ويَجعلوه أخطرَ ما عندهم..

ليتهم لو يلتفتوا إلى براعة القوم هناك في دقةِ الإتقان ورسوخ القدم العلمية والمعرفية والتكنولوجية والتنظيمية والاختراعية والابتكارية الهائلة قبل الالتفات إلى هذه اللوثاتِ الفكرية والأخلاقية التي لا تزيدُ إلا في تعريةِ رصيدنا الإنساني الفارغ...

كذبة إبريل-أختي الكريمة-زيادة عن كوْنِها مثلبة أخلاقية غائرة وإثماً شرعيًّّا كبيراًّ وجُرْماًّ إنسانيًّّا فاضِحاًّ فهي دليلٌ صارخٌ على تفاهةِ الحياة التي يعيشُها البعضُ منا،وعلى مَدَى عُمْقِ السخرية والهَزَل الذي اصطبغتْ به...

إنها شكلٌ من أشكال ( تتفيهِ الاهتمامات ) التي ابتـُلينا بها...

وإنَّ للحياةِ صُوَراً ساخرة ً،تنعكسُ على مرآةِ واقعنا المُتخلفِ،فنلمَحُ في صفحتِهِ عَجَباً...

والليالي من الأيام حَبَالـَى ** مُثقـَلاَتٍ يَلِدْنَ كلَّ عجيبِ..!!

ومن العجائب أن تقِلَّ صِلتـُنا بعظائم الاهتمامات وبمعالي الأمور وبكُبْرَيَات الحقائق،ويزدادُ تعلـُّقـُنا بالقشور،وتنقلبُ في أوهامِنا معالِمُ الجدِّيَّةِ إلى هذا الحَدِّ المُزري من الإسفافِ..!!

أية نتيجةٍ-يا تـُرَى-هي تلك التي أجنيها من كِذبةٍ بيضاءَ أو سوْدَاءَ على أخي المسلم،فأرَوِّعُهُ بها،وأجَرِّعُهُ هَوْلَ الهلع القاتل،فقط لأبتهِجَ وأهَرِّجَ قليلاً باسم الفرفشةِ والترفيه..؟؟!!

ألاَ شاهتِ الوجوه..!!

أظن أبا الطيب المتنبي كان أقربَ للوصفِ لنا من وصفِ أهل عَصْرِهِ،لمَّا أشارَ إلى أولئكَ الذين ضيَّعوا اللبابَ حين تعلقوا بالقشور :

أغايَة الدين أن تـَحُفوا شواربَكُمْ ** يا أمَّــة ً ضَحِكتْ من جهلِها الأممُ...!!

وسجلي-أختي الكريمة-إكباري لطرح هكذا إشكال...