[رمزي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هذا هو الدرس رقم 3 في مقرر العقيدة،،

س/ما هي القاعدة الثانية التي ذكرها الشيخ محمد العثيمين رحمه الله ضمن القواعد المتعلقة بأسماء الله عزوجل؟؟
ج/قال شيخنا محمد العثيمين رحمه الله:
القاعدة الثانية:
أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف،،

س/وضح أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف؟؟
ج/توضيح ذلك على نقاط:
1-إن الاسم المشتق في اللغة العربية يدل على صفة وموصوف؛ فإذا قلت (الكاتب) دل على صفة الكتابة وعلى من اتصف بها، فيدل على المعنى ويدل على من قام به ذلك المعنى مع الإشارة أن الاسم قد يكون علما فقط وقد يكون مجرد خبر يبين اتصاف الموصوف بتلك الصفة إلا في حق الله عزوجل وحق النبي صلى الله عليه وسلم فأسمائهم دائما هي أعلام وأوصاف في نفس الوقت،،
2-دل كلام الله عزوجل على ذلك فقد قال الله عزوجل: {هوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} وقال الله عزوجل: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} فبينت الآية الثانية أن الرحيم يدل على أن الله عزوجل هو المتصف بالرحمة،،
3-ذكر الله عزوجل هذه الأسماء متمدحا بها لما تقتضيه من معاني، كذلك ختم الله عزوجل كثيرا من آياته بهذه الأسماء لكونها تتضمن معاني تناسب الأحكام التي ذكرتها الآيات كقول الله عزوجل:
{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
فختم الآية بذكر اسمين من أسمائه وهما التواب والرحيم لكونها تتضمن معاني تتعلق بالحكم الذي سبقها،،
4-أجمع أهل اللغة والعرف أنه لا يقال عليم إلا لمن له علم، ولا سميع إلا لمن له سمع، ولا بصير إلا لمن له بصر فوصف الله عزوجل دائما متضمن للصفة،،

س/من شبه المعتزلة أنهم يقولون إن إثبات علم قديم وسمع قديم وبصر قديم لله عزوجل وتعدد صفاته يستلزم تعدد القدماء، وضح كيف رد أهل العلم عليهم؟؟
ج/رد أهل العلم على شبهة المعتزلة بالنقاط التالية:
1-استدلوا بالمشاهدة في العالم الواقعي فقالوا:
نشاهد أمامنا الإنسان وهو متعدد الصفات فمن صفاته أنه موجود ووجوده جائز وهو قائم بنفسه ومع ذلك لم نراه يتعدد وهو مخلوق ومن باب أولى تعدد صفات الخالق لن يلزم منها تعدد القدماء معه،،
2-استدلوا بكلام الله عزوجل فقالوا:
إن الله عزوجل وصف نفسه بصفات كثيرة مع أنه الواحد الأحد فقال:
{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ، إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ، وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}
فهذه الآيات ذكرت أوصاف عديدة لذات الله عزوجل ولم يلزم من ثبوتها تعدد القدماء،،
3-استدلوا بالعقل فقالوا:
إن الصفات وإن كانت قديمة لا يلزم منها تعدد الإله؛ لأنها تابعة له قائمة به ليست أشياء مستقلة قائمة بنفسها،،

س/هناك من أثبت اسم الدهر لله عزوجل كابن حزم رحمه الله واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم {قال الله عزوجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار} وضح كيف رد أهل العلم على من أثبت هذا الاسم؟؟
ج/نفى أهل العلم هذا الإثبات وقالوا إنه ليس من أسماء الله عزوجل للأسباب التالية:
1-إن اسم الدهر اسم جامد لا يتضمن معن يلحقه بالأسماء الحسنى، وهو اسم للوقت والزمان فقد قال الله عزوجل: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} يريدون بذلك مرور الأيام والليالي،،
2-أن الذين يسبون الدهر إنما يريدون الزمان وهو محل الحوادث، ولا يريدون الله عزوجل، ويبين ذلك أن الله عزوجل بين مراده بالدهر بقوله بيدي الأمر أقلب الليل والنهار أي هو خالق الدهر وما فيه والمتصرف فيه ولا يمكن أن يكون المقلب –بكسر اللام- هو المقلب –بفتح اللام-،،
3-كذب الله عزوجل الذين قالوا بأن الدهر يهلكهم فقال: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} فدل ذلك على أن الدهر لا يحتمل أن يكون اسما من أسماء الله عزوجل فالله هو المحيي والمميت، وبهذا يتبين أنه يمتنع أن يكون الدهر اسما من أسماء الله تعالى،،

س/علل/ لا يجوز دعاء صفات الله عزوجل كأن تقول يا رحمة الله يا عزة الله يا قدرة الله؟؟
ج/لا يجوز ذلك لأن ذلك يقتضي أن صفة الله عزوجل شيء قائم بنفسه منفصل مستقل يسمع ويخاطب ويدعى ويرجى بل صفات الله عزوجل قائمة به وليس شيء منها إله يدعى فالله بصفاته إله واحد وهو المدعو والمرجو والمعبود، ويجوز التوسل بها كما ثبت في السنة النبوية قول النبي صلى الله عليه وسلم {برحمتك أستغيث} وقوله عليه الصلاة والسلام {أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك}،،

انتهى درس اليوم،،