أستاذي .....
حينما يكتبنا الحنين وتتعلق بأسمال الشوق كل التفاصيل ، حينها نتوه بعيداً عن عالم الذات .. نبحر في اللاوعي .. نتخطى كل الحواجز وكل الحدود ونطوي البحار والأرض ولا تخيفنا أفواه البنادق الموجهة نحونا .. نتعدى كل المخاطر ننزل من رحم الغمام .. نلج من كل الشبابيك المعتمة .. نختلس الحضور في الليالي التي يهزها أزيز الرصاص أو الليالي الملساء .. نحط على مكاننا الأم وننسج من خيالنا مساحة للبوح حتى وإن كان بوحاص مؤلما .
كيف لا والمسافة تفصلك عن الوالدة وهي أكرم وأرق مخلوقة وأغلاها .. كيف لا وأنت مساحتك مؤثثة بالرصاص والدخان وهدير الطائرات .. إنني أشرب معك كأس مر الفراق سيدي .. إنني أمد يدي مع يدك في النار كي تحترق يدانا معاً أو تنجوان معاً .. إنني أرفع كفي إلى الله أن يخلصكم من هذه المحنة وأن يلتم الشمل الأسري وأن تعود الأم لإبنها ويعود الإبن لوالديه ليعود الدفء الأسري يشمل الجميع .
أسأل الله أن تلتقي مع الوالدة وأن تقر أعينها برؤيتك وأن تمسد جرح السنين بلمسة حنان منها على جبينك النقي . أسأل الله أن يسلمها من هذا الطغيان وأن يسلمها من جور الزمان وأن تبقى هي قبلتك وأنت المرآة العاكسة لوجهها الوضاء .
نص به الأمل كثيراً وبه من الألم كثيرا وبين هذا وذاك بداية النهاية أو نهاية البداية .
ربي يجمعكم على الخير يارب قريباً عاجلاً ليس آجلا .
أستاذي الفاضل ... لنصوصك مذاق .. لنصوصك تميز .. لنصوصك بوح منثور بعفوية العطاء وبكلمات الصدق .
لك ودي .