[يزيد فاضلي]

...لا أدري ابتداءً-أخي أو أختي-أيًّا من الطرفيْن أخاطب ؛ أخي سري للغاية أم أختي سري للغاية..؟؟!!

ومع أنكَِ اخترتَِ لنفسِكَِ هذا الاختيار-ولكَِ في ذلك مُطلق الحرية-إلا أنه يبدو لي إن لم يكن عندكَِ مانعٌ على الأقل أنْ لو كشفتَِ لنا-قصْدَ التحديد-عن خيْطٍ بسيطٍ نستدلُّ به على شخصيتِكَِ من هذه الناحية حتى نعرفَ فقط أيَّ الطرفيْن نحاور...

على أي حالٍ..مرحباً بكَِ-سري للغاية-ومرحباً ببواكير فضفضاتكَِ وإبداعاتكَِ،وآمُلُ أن تجدَِ ( ي ) بيننا كل فسَاحاتِ المحبة النقية والأخوة الصافية والمقام الهادئ المريح....

دمعة ُطفلٍ بريئٍ مسفوحة بحرقةٍ وآلامٍ مُمِضةٍ،هي دمعة هذا الطفل الملائكي البريئ الذي ناجيْتِ بلسانِهِ الباكي وصوتِه المتهدِّج المتشحرج المذبوح كلَّ بَراءةٍ في الدنيا تدفعُ مغارم الخطيئة التي يرتكبُها الكبارُ طيْشاً وانزلاقاً وانحرافاً و...وسِفاحاً...!!!

فــ :

دموعُ الأطفال تجرَحُ لكنْ ** ليسَ منها بُدٌّ فيَاللشقاءِ..!!

كما قالتْ نازك الملائكة يوماً....

دموعُهم الصغيرة التي تتقاطرُ اليومَ من عيونهم الغائرة التي انفتحتْ على أبٍ مجهولٍ،قطعاً ستتحولُ غداً إلى جمراتِ نارٍ مُذابَةٍ قد تأتي على أخضر الدنيا ويابسِها،لأن الخطايَا عندما تـُزرَعُ لا تـُثمِرُ في تربةِ الحياة غير الحَسَكِ والهَراس والحنظل..!!!

(( فمن يبذر الشوكَ يَجني الجراح..!! ))...

وشيءٌ طبيعيٌّ أن الطفلَ الذي يلتفتُ يَمْنة ويَسْرَة ولا يجد-كأقرانه-حِضنَ الأمومة الوارف ودفءَ الأبُوةِ الغامر تـُسلبُ من كِيانه البراءة تلقائيًّا،وتبدأ براءتـُهُ تتحولُ بشكلٍ فضيعٍ إلى صورةٍ مرعبةٍ من القسوةِ والحِقدِ واشتهاءِ السوادِ كما تتحولُ خلية حية إلى مَسْخٍ هرموني يُدمرُ الحياة في الجسد...

والوزرُ كل الوزر على ذلك الكائن الذي ذبَحَ براءة طفلِه بـِمِدْيَةِ أبُوَّتِهِ اللاشرعية..!!!

مَرثية ٌدامعة ٌحزينة باكية هي هذه الومضةِ الشجية التي تصِفَ نعْيَ حياةٍ..وأقسى ما في الحياة أن يَنعِيهَا قلبٌ مُوجعٌ..فكيفَ إذا كان النعيُ لحياةِ طفلٍ بريئٍ..؟؟!!!

بوركتَِ على الاستهلال الطيب..وياهــلاَ فيكَِ...