عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 25-12-2012, 02:55 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

..حينَ تطوي عروسُ النهار-أختي البديعة أملي الجنان-أذيالَ أشعتها المرتعشةِ في بوتقةِ الاحمرار القاني والصفرة الفاقعة،وترحلُ الهُوَيْنـَى بين سِنام الجبال ووهادها،ثم بعد لأيٍّ تتوارَى بين أنفاس الأصيل حاملة ًمعها جلـَـبَة َالنهار وضوْضائها وصَخبِها وضجيجها،ما ينفكُّ الوجودُ إلا وهو يُناجي ربَّهُ في محراب التذلل خاشعاً في صدَى روادِهِ العابدين : (( اللَّهُمَّ هَذَا إِقْبَالُ لَيْلِكَ وَإِدْبَارُ نَهَارِكَ،وَأَصْوَاتُ دُعَاتِكَ فَاغْفِرْ لِي... ))،وما يلبَثُ الغسَقُ يُرخي سدولـَهُ لـَبُوسًا حانيًّا من نِعَمٍ ورَحَماتٍ تعقبهُ نفحاتُ السحَر..ويا لها من نفـَحَاتٍ..!!

يتابعُ بصري-أختي الكريمة-تراتيلَ ومضتِكِ الإيمانية الرقيقة الشفيفة وفي همسي طلائعُ تلكَ ( الرباعياتِ ) التليدة التي شدَا بها قديماً شاعرُ نيْسابور عمر الخيام رحمه الله...شدَاها على أحسن محاملِها :

سمعتُ صوتاً هاتفاً في السحر ** نادَى من الغيْـــب غفاة البشـــــــرْ
هُبُّوا املؤوا كــــــــأسَ المُنى ** قبلَ أن تملأ كأسَ العُمْر كَفُّ القدرْ..!!


استذكرتُ-بيني وبين نفسي-طليعة الرباعياتِ،فلربما وجدتُ في أنفاسها ترجيعاً رقيقاً صافيًّا للمعاني الجليلة الخاشعة التي احتوتـْها ومضتـُكِ عن رقةِ الروح..وشفافية الروح..وعذوبةِ الروح وهي تتعبَّدُ ربَّها بأنسام الفجر..وأنوار الفجر..وخواشع الفجْر...!!!

فما أعبَقـَها-أختي الكريمة-نفـَحَاتٍ وأنفاسُنا الغرثى تستنشقُ معَ علائل السَّحَر النديةِ روْحاً وريْحاناً من رغيبةِ الفجر وصلاة صُبْحِها ومن أذكارها وتسابيحها التي ترتفع معها الجبهة الساجدة للأوج وترتقي الخفقاتُ بها إلى عليين (( وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ * ))...

اللــــــــــهَ-أختي الكريمة-اللــــــــــــــهْ...!!!

أيَّ تكريمٍ عظيمٍ،وأيَّ إجلالٍ ربانيٍّ رفيعٍ،وأيَّ تنعيمٍ إلهيٍّ جزيلٍ هو ذاكَ التكريم وذاك الإجلالُ وذاكَ التنعيمُ لذواتِنا القليلة الصغيرة حينما تمتدُّ إليها عَطاءَاتُ الرحمان جل وعَلاَ،فتهفو الروحُ إلى ربها،وتنهض في هِمَّةٍ وتشمير،وتنشِطُ معها الجوانحُ والجوارحُ والأعضاءُ،فما يَكادُ العزمُ يَمضي معها على أنوار الطهارة والوضوء حتى تنزلَ برحْلِها ورحالِها على سُجَّادِ المناجاةِ في محراب تلك الهدأة الغالية من السَحَر الرفيف وغبَشِ الفجْر الشفيف...؟؟!!!!

إن تلكَ الهدأة النورانية سِرٌّ من أسرار التكريم الجليل الذي لا يَسْعَدُ بلذةِ شرابها الكوِثريِّ الرقراق إلا أولئكَ الواصلون الذين مَنَّ الله سبحان وتعالى عليهم بنعيم القرْبِ فيها،بينما الخِلـِّيُّونَ هُجَّعٌ محرومُون-واحَــرَّ قلبَاهُ-من لذةِ الارتشاف..!!!

جوزيتِ ألفَ خير سيدتي الكريمة...ورجائي من مولانا-جَــلَّ وعَلاَ-أن يَجعنا جميعاً من روادِ الفجر..وعَشاق الفجر حتى نرى الحياة والوجودَ بأنوار الفجر...

ودمتِ قطرة ندًى من رحَماتٍ...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس